دمشق | مع اندلاع الانتفاضة، تبادل المثقفون السوريون عدداً من البيانات التي عبّرت عن إدانتهم لتعامل النظام مع التظاهرات السلمية. وسبّبت تلك البيانات المتلاحقة حالة من الانقسام، ووصلت الخلافات الناتجة منها إلى حدّ التخوين المتبادل، لكنّها سرعان ما توقفت عن الصدور، ليكتفي أكثر المثقفين بالتعبير عن آرائهم المتناقضة عبر مقالات، أو تعليقات على المواقع الاجتماعيّة.
ومع بداية 2012، أعلن حوالى 110 كتاب ومفكر في الخارج أساساً، والداخل أيضاً، عن تأليف «رابطة الكتاب السوريين». هذه المبادرة ثمرة مباحثات استمرت أشهراً وضمّت شعراء ونقاداً وكتّاباً ومفكّرين من بينهم: نوري الجراح، وحسام الدين محمد، وخلدون الشمعة، وصادق جلال العظم، وياسين الحاج صالح...
الكاتب القصصي والدرامي الشاب الفارس الذهبي كان وما زال ينظر إلى «اتحاد الكتاب العرب» في سوريا بصفته وسيلةً لمصادرة آراء الكتاب: «هذا ما يجعلني أتوجّس أيضاً من إنشاء روابط أو تجمعات مماثلة، تنتهج السياسة نفسها التي كان يفرضها اتحاد الكتاب في سوريا، لكن في الاتجاه المختلف. لذلك أتمنى على القائمين على هذه الرابطة الوليدة أن يوفروا الشروط الحقيقية لحرية الإبداع والرأي، بمعنى أن تحقق الديموقراطية الحقيقية التي ما زلنا نبحث عنها». وتمنى الذهبي أن تضم الرابطة عدداً من الكتاب الموالين للنظام مثلاً، وأن تتاح لهم الفرصة الحقيقية للتعبير عن آرائهم بطريقة حرة. لا يمانع الكاتب السوري الانتساب إلى الرابطة الوليدة «لكننّي سأنتظر قليلاً ريثما تتبلور أفكارها على أرض الواقع. وجلّ ما أخشاه هو وقوعها في مطبّ التسييس، لأن مجمل أهدافها لا يبتعد عن الأحداث الجارية، ولا يمتلك حتى اللحظة استراتيجية واضحة وبعيدة المدى».
الكاتب المسرحي والدرامي عدنان العودة يرى أن الانتفاضة السورية التي دفع الشعب آلاف الشهداء وقوداً لها «هي ضد كل ما هو مؤطر وجاهز، لأنها ليست ثورة على النظام بالمعنى السياسي، بل هي رغبة في تحطيم كل ما هو ثابت ومؤطر مسبقاً، لأن المتظاهرين في الشوارع يريدون الإصلاحات والديموقراطيّة، لا استبدال المؤسسات السابقة بأخرى جديدة تماثلها في الممارسات». واعتبر إنشاء رابطة للكتاب السوريين رد فعل على «اتحاد الكتاب العرب» في هذه الظروف وهذا التوقيت، معبّراً عن خشيته من أن تكون «استبدالاً للوجوه والمؤسسات بأخرى مشابهة، لكن بمنظومة مختلفة، لأن غالبية المؤسسين والمنتسبين إلى هذه الرابطة بعيدون عن الحراك في الشارع، وأيضاً لأن عدداً كبيراً منهم يقيم خارج الأراضي السورية منذ عقود».

البيان التأسيسي