الفصل الأخير من مصرع: محمد العبدالله | فاجأتني، فاجأتنا، ورحلت قبل الجميع، بطلاً من نوع آخر لا يصدَّق. أبكيك.
نعم أبكيني، أبكي نفسي، وشعبي وأرضي، و... ذكرياتنا
كلّك ذكريات، كلّك حكايات بسيطة، كلك عرس عربي نازف:
«الدم الزراعي ينزف عشباً أخضر
الدم الزراعي مات
قلتُ انتهى زمن الذكريات»
هذا (يا «الصديق محمد») ما قلته أنت، منذ السنوات، منذ الشعر، وأنشدناه «من اليأس إلى الكأس» معك منذ سنوات جميلة قبيحة، وثارت على السنوات.
وهذا ما كتبته عنك «سيناريو الأرجوان» تحت اسمك الكبير (واسمك العنوان المؤدي إلى دم زراعي جنوبي ملتهب بالحرية... ينزف عشباً أخيراً في بدايات ربيع آخر نازف:
أبكيك نعم أبكي نفسي وشعبي وأرضي البطلة رغمي ورغمك ورغمنا.
كلك ذكريات، كلك أعراس شعر، كلك «سيناريو الأرجوان»، وأقتطف بتصرف منك/ منه من تحت عنوانك الكبير «محمد العبدالله» ما يلي:
«إما الموتُ، وإما الموت.. وقهقهةٌ تضحك أواه (يدي خشبه)
ودمي زهرة شوك في عربه»
.. آخر حبّ يجمعه القلب بكفّيه بلاداً ورماداً
أو أحفاداً تسفكُهم في وسع ذويكْ
آخر حبّ يقطفه الجسم المتهدّم
آخر شعب تبذره عشباً مسفوكاً في كأس أو في بأس
يتفتّح بعد تلاشيكْ»

* شاعر لبناني