الجزائر | تعود سطوة الأسماء لتطفو على الساحات الأدبيّة... في العادة، تنطلق شهرة الكتاب من الفضاء المحلي، لتنتشر عربياً، لكنّ الحالة مع أحلام مستغانمي كانت مختلفة، منذ اخترق اسمها عالم النشر العربي قبل عشرين سنة مع باكورتها الروائية «ذاكرة الجسد» (1993/ دار الآداب). في جناح «دار الآداب» في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» الأخير، وقّعت مستغانمي روايتها الأثيرة بشغف الحب الأول، أمام قراء لم ينسوا قبلة خالد لحياة بعد عمر من الغربة والوحدة.
معظم القراء الذين أتوا إلى جناح «دار الآداب»، كانوا يحملون ثلاثية الروائية الجزائرية، طالبين التوقيع على «فوضى الحواس»، و«عابر سرير». كثيرون سألوا عن موعد إصدار روايتها الجديدة «الأسود يليق بك». «أخجل من الاحتفاء برواية جديدة والعالم العربي، يشهد هذا الحراك»، ردّت مستغانمي، واعدةً بتوقيع العمل «حالما يهدأ الظرف السياسي».
علاقة وثيقة تربط مستغانمي بقراء أعمالها. علاقة أشبه بقصص الحبّ. لا تحب الروائية معاقبة القارئ على وفائه، «هذا القارئ الجميل الذي قد يقتني كتبها على حساب لقمة عيشه، ويجلسها في أفضل غرفة من بيته، وينزوي وإياها بعيداً، ليقرأها في لحظة خاصة، بعيداً عن المشاركة الجماعية»...
حظيت كاتبة الرغبة بشتى أنواع التكريم، وحصدت ألقاباً عدة، كان آخرها «صاحبة الجلالة»، كما سمّتها وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي، أثناء منحها وسام الاستحقاق. في تلك السهرة، قالت مستغانمي: «يحرجني جداً أن يوضع هذا الوسام على صدري، بينما ما زالت قبور من سبقوني إلى المجد عارية. إنني موجودة على هذه المنصة لأن من كانوا أهلاً لها رحلوا، بعضهم سقط برصاص الوطن وذلك تكريم أكبر من تكريمي. إن هذا الوسام مكانه ليس على صدري، بل على صدر الأدب الجزائري».
«لالة أحلام» كما تدلَّل النساء في قسنطينة، حلّت أخيراً ضيفة على مدينتها الأم قسنطينة، للمشاركة في برنامج تلفزيوني جزائري تحت عنوان «سهرات المدينة». وتأكيداً على شعبيّتها، «زُفَّت» على المباشر على وقع «دف الفقيرات» (مجموعة صوتية من النسوة المتخصصات في القرع على الدف، يؤدين أغنيات من تراث مدينة قسنطينة). وأُعيد بثّ السهرة ثلاث مرات على القناة الوطنية الجزائرية، تلبيةً لرغبة المشاهدين! لا عجب إذاً في أن تصنّفها «فوربس» الأميركيّة، بين أكثر الشخصيّات تأثيراً في العالم، رغم كل الجدل الذي أثارته، وما زالت تثيره أعمالها.