إنّه روجر ووترز (1943) مجدداً. قبل أيّام، شبّه المغني والمؤلف البريطاني ومؤسس فرقة الروك الشهيرة «بينك فلويد» إسرائيل بألمانيا النازية خلال مقابلة أجرتها معه مجلة Counter Punch الأسبوعية الأميركية (عدد 6 ــ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2013). تصريحات ووترز تمحورت في السياسة حول الكيان العبري والإدارة الأميركية، لكنها لم تمر مرور الكرام، إذ ولّدت موجة من ردود الفعل في أوساط مؤيدي العدو الإسرائيلي.
الحاخام الأميركي الشهير شمولي بوتيتش، شن أخيراً هجوماً عنيفاً على ووترز عبر صحيفة «نيويورك أوبزرفر» الأسبوعية، واصفاً آراءه بـ «المتهورة والمعادية للسامية». تهمة اعتادها صاحب ألبوم The Pros and Cons of Hitch Hiking، وخصوصاً أنّ مواقفه المناهضة لإسرائيل والداعمة للفلسطينيين تعود إلى سنوات خلت. إلى جانب دعوة الفنانين إلى مقاطعة إسرائيل، وعدم تقديم أعمال أو حفلات فيها، سبق لووترز أن عبّر عن ثقته بانهيار الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية، وعن أمله بإحياء حفلة على أنقاضه مثلما فعل بعد انهيار جدار برلين (انظر الكادر).
انتقادات الحاخام بوتيتش جاءت أيضاً على خلفية تأكيد ووترز أنّ الإدارة الأميركية «متأثرة بآلة البروباغندا الإسرائيلية». توجّه الحاخام إلى المغني البريطاني بالقول: «كلامك يدل على أنّك بلا أخلاق، وبلا قلب، وبلا روح». عبارات بوتيتش دفعت ووترز إلى الرد، مشيراً إلى أنّ «الحاخامات يؤمنون بأنّ الفلسطينيين والعرب هم دون البشر». وعن الهولوكوست، نقلت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية عن ووترز قوله إنّه «بين عامي 1933 و1946، كثيرون تجاهلوا اضطهاد اليهود كأنّه لا يحدث. إذاً، هذا ليس سيناريو جديداً، لكن الفرق هو أنّ الشعب الفلسطيني هو الذي يُقتل اليوم». وبعدما رفض الرد مباشرةً على كلام بوتيتش، شدد ووترز «أنا لست ضد اليهود، بل أشجب الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة»، موضحاً «سأواصل معارضتي اللاعنفية طالما أنّ السلطات الإسرائيلية ماضية في ما هي عليه». موجة الاستنكار التي طاولت روجر ووترز، انضمت إليها أيضاً منظمة Community Security Trust المعنية بأمن الجالية اليهودية في بريطانيا، وBicom، أهم مؤسسة داعمة لإسرائيل في المملكة المتحدة وغيرهما.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine




الجدار الفاصل ساقط

«الجدار العازل في الضفة الغربية سينهار حتماً». كلام قاله روجر ووترز لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في 2006، آملا بإحياء حفلة على أنقاضه مثلما فعل بعد انهيار جدار برلين. ووترز شارك أيضاً في الفيلم الوثائقي «آفاق مسدودة» (إعداد الأمم المتحدة) عن الجدار العازل في الضفة. في هذا العمل، انتقد المغني البريطاني إسرائيل في أعقاب تجواله قرب الجدار في قرية أبو ديس المقدسية. وقال ووترز الذي غنّى مع فريقه «بينك فلويد» أغنيتهم الأسطورية The Wall (الجدار)، «عندما تقف أمام شيء كهذا (الجدار)، فإنّك لا تشعر بعدم إنسانيته فقط، بل أيضاً بأن ثمة مرضاً أصاب مجتمعاً». واستذكر عدداً من الأسوار التي بنيت وانهارت، كذلك الذي أحاط بـ«غيتو وارسو».