أن تفتح موقعاً إلكترونياً تابعاً لقناة لبنانية، وتجد شريطه الإخباري محمّلاً بأخبار وتحليلات عن «اسرائيل»، فذلك يحتمل أكثر من وجهة نظر، من بينها أنّ هذا ما تفعله محطات أخرى ترصد هذه المعلومات من باب «إعرف عدوّك»، لكن أن تدقق أكثر في مضمون الأخبار المنشورة، فتجد أنّها تقع ضمن الترويج العلني للعدو الصهيوني، فهذا أمر آخر. المؤسف أنّها ليست المرة الأولى التي ترّوج فيها mtv للكيان العبري كأنّنا بها تقول إنّه حتى الموقف من اسرائيل مجرد وجهة نظر!
شاشة المرّ بلغت الذروة أول من أمس خلال تغطيتها حادثة رأس الناقورة، حين أوردت على موقعها الالكتروني: «mtv: مصادر عسكرية اسرائيلية أكدت لنا أنه لن يكون هناك رد على العملية، وأنّهم ينتظرون التحقيقات». لو اكتفت القناة بذلك، لقلنا إنّها مجرد «زلّة»، لكن ما زاد الطين بلّة كان المعالجة الخبرية لحادثة رأس الناقورة. عنونت شاشة المرّ الخبر كالتالي: «جندي لبناني يَقتل ضابطاً إسرائيلياً». حتى هذا الخبر، استكثرت المحطة تحريره بالشكل اللازم وعدم «فضح سياستها» بهذه الطريقة العلنية، فإذا بها تساوي بين الجيش والعدو الذي انتهك سيادة لبنان وحدوده.
المضحك أنّه حتى قناة «الحرة» كانت أكثر «اعتدالاً» في عنونة الخبر على موقعها. هذه الخروق وقبلها تقع ضمن مخالفة واضحة وصريحة لقانون العقوبات اللبناني وقانون مقاطعة «إسرائيل» في مادته الأولى وأيضاً المادة السابعة من قانون «المجلس الوطني للإعلام» 382/94 الداعية الى «التزام المؤسسة عدم بث كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ترويج العلاقة مع العدو الصهيوني». كل ذلك وسط «كوما» وبلادة تحيط بالوزارات المعنية والأجهزة المختصة ومنها المجلس الذي كان قد اتهم القناة سابقاً بالترويج للصهاينة بناءً على تقرير لمراسلها (خدم في الجيش الإسرائيلي) في الأراضي الفلسطينية المحتلة مجدي الحلبي في حزيران (يونيو) الماضي. وكانت قمة التطبيع العلني عند إجراء مقابلة مع المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي (18/6/2013).
القائمة تطول مع المخالفات. في كانون الثاني (يناير) مثلاً، تكرّر فتح «الخط الساخن» مع الإسرائيلي من خلال تقرير صنّفته القناة ضمن «الخاص» تناول «المساعي الإسرائيلية لتعقب عناصر «حزب الله»» (الأخبار 21/1/2012) أضيفت اليه مقابلتان مع «الخبير في معهد شاليم للأبحاث الاستراتيجية» ميخائيل فيدلافسكي، ومحرر الشؤون العربيّة في «يديعوت أحرونوت» روني شاكيد للوقوف على هذا النشاط المتعاظم للحزب. هذه المخالفات ظلت من دون محاسبة، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتراخيص المعطاة للقنوات المحلية. من جهته، قال وزير الإعلام وليد الداعوق في اتصال معنا أمس بأنّه حوّل الملف إلى «المجلس الوطني للإعلام» مديناً بشدّة هذا التطبيع المفضوح. مجدداً، تُثبت القناة اللبنانية أنّ تعاطيها مع القضية لا يمكن أن يكون عبارة عن «زلات» متتالية، بقدر ما هو أمر آخر. لعلها لم تعد تستحيِ، وها هي تفعل ما تشاء!

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab