رغم كثرة الحديث عن قرب انطلاق الموسم الثاني من برنامج «أكس فاكتور»، يبدو أنّ «cbc مصر» لن تخوض غمار اكتشاف مواهب الغناء قريباً، على الأقل حتى رمضان المقبل. البرنامج الذي تعود ملكيته إلى شركة Syco، وحقوق انتاجه وتوزيعه إلى شركة FremantleMedia، كانت قد أعطيت رخصة النسخة العربية الأولى منه إلى Future Media Company، فيما تولت تنفيذ الإنتاج شركة In Media Plus. لكن عندما لم يُكتب له النجاح المتوقع، سعت قناة «سي. بي. سي» إلى البحث عن شركة جديدة. عندها، تقدّم كل من المنتجة اللبنانية جنان ملاط و«استديو فيزيون» بعرضه قبل أن يقع الاختيار على شركة SYNC. شركة أسسها حديثاً كريم سركيس، المدير التنفيذي السابق للإذاعة والتلفزيون في شركة «أبو ظبي للإعلام»، مع شريكيه مي نصّور وسركيس سمعان. علماً أنّ خبرة SYNC تعتبر متواضعة في مجال إنتاج البرنامج التلفزيونية، باستثناء أعمال حملت توقيع مي نصّور.
وكان يفترض أن يكون The X Factor المولود الأول للشركة اليافعة، وأن يوقّع الطرفان عقداً لانطلاق عمليات الكاستينغ مع قرب إسدال الستار على برنامج «ستار أكاديمي» (الخميس ــ 21:00 على lbci و «cbc مصر»)، الذي لم يحصد بدوره نجاحاً باهراً. لكن ولادة الإبن البكر تعسّرت بعد تلقي كريم سركيس اتصالاً مطلع الأسبوع الماضي من الشبكة المصرية تبلغه فيه قرار تأجيل البرنامج إلى وقت لم يحدد بعد. وكانت SYNC قد سعت إلى الحصول على موافقة المخرج طوني قهوجي لإدارة الموسم الثاني من «أكس فاكتور»، كما سافر قهوجي إلى لندن الشهر الماضي للاطلاع على سير النسخة البريطانية، لكنه لم يتحمّس للمشروع. وفيما كانت الشركة تبحث عن مخرج بديل، يبدو أنّ «cbc مصر» غيّرت حساباتها مخافة أن تعيد تجربة العام الماضي. قرار تزامن مع تعثّر اختيار الشركة المنفذة، ما أدى إلى تأجيل الجولة العربية الطويلة لاختيار المواهب، التي كان يتوقع أن تبدأ قبل شهرين تقريباً. التعثّر أعقب رفض شركتي «سوني» وI Magic (لصاحبها روني جزار) تولّي المهمة. هنا، يبدو الرفض منطقياً لأنّ هاتين الشركتين تتعاملان مع مجموعة mbc في برامج عدة. Sony مثلاً تتحضر لإطلاق برنامج «ذا فويس» نهاية الشهر الحالي (الأخبار 11/12/2013)، أما I Magic فتتحضر لإطلاق «للعرب مواهب» في أيلول (سبتمبر) 2014 على الأرجح. كما انهمكت الشركة الأخيرة ببرنامج المسابقات «دقيقة بمليون» الذي انطلق قبل أيّام على «أبو ظبي الأولى» (تقديم إياد نصّار)، إضافة إلى تحضيرها برنامجين آخرين على القناة عينها. ولا يمكن أن نسقط من الحسبان أنّ تعامل Sony وI Magic مع «cbc مصر» العدوة اللدود لـmbc والمنافس الأكبر لها في المحروسة، سينتج توتراً في العلاقة مع المجموعة السعودية التي تدخل المشهد الإعلامي المصري من بابه العريض في الموسم الجديد.
ولم تشأ «سي. بي. سي.» إطلاق The X Factor في التوقيت الذي كان محدداً سابقاً وهو شباط (فبراير) 2014، لأنّ الانتخابات البرلمانية المصرية ستجري بين شباط (فبراير) وآذار (مارس) من العام المقبل، لتتبعها الانتخابات الرئاسية في الصيف.
لا شك في أنّ خبر خروج «أكس فاكتور» من المنافسة في القاهرة، أقله حالياً، سيريح mbc التي أزعجها موسمه الأوّل. إذ إنّ شركة «بيبسي» دخلت من خلاله للمرّة الأولى إلى الشرق الأوسط كمنتجة وليس كمعلنة كما هي الحال في برامج البحث عن المواهب الأخرى التي تنتجها mbc منها Arabs Got Talent، وThe Voice، و«محبوب العرب». وقد سعت المجموعة السعودية إلى احتكار كعكة Pepsi الإعلانية وإخراجها من دائرة الإنتاج، لأنّ أجور لجنة التحكيم في «أكس فاكتور» اعتبرت الأغلى عربياً، ولامس بعضها المليون دولار أميركي.
وفيما وافقت إليسا ووائل كفوري على الانضمام مجدداً إلى لجنة تحكيم الموسم الجديد، رفضت كارول سماحة ذلك، أما حسين الجسمي ففرض شروطاً تتعلق بالمضمون وأخرى بالأجر.
لكن الأكيد أنّ إنجاح الموسم الثاني لا يرتبط بتغيير الشركة المنتجة المنفذة فحسب، بل يتعداه إلى إخراج الفريق البريطاني أو تقليص مهامه، خصوصاً أنّه أثبت بعد نهاية الموسم الأوّل عدم انسجامه مع النسخة العربية من البرنامج العالمي.