القاهرة | بماذا يردّ محمد خان (1942 ــ الصورة) عندما يستمع إلى سؤال نانسي عجرم في أغنيتها الشهيرة «أنا مصري»: «لو سألتك إنت مصري تقولي إيه؟ تقولي مصري ابن مصري، وابن مصر، الله عليه». سؤال تداوله محبو المخرج الكبير وهم يجددون دعوتهم الحكومة المصرية إلى منح المخرج الباكستاني الأب والمصري الأم الجنسية المصرية.
الدعوة الجديدة انطلقت تزامناً مع تكريم خان في افتتاح الدورة العاشرة من «مهرجان دبي السينمائي الدولي» الخميس الماضي، في مناسبة دخول ثلاثة من أفلامه قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العربية. الأفلام الثلاثة جميعها مصرية بكل تأكيد، لكن صاحب «زوجة رجل مهم» و«أيام السادات» و«سوبر ماركت» و«الحريف» لا يستطيع حتى الآن الإدلاء بصوته في أي استحقاق سياسي في المحروسة!
لطالما أعرب خان الذي يستخدم جواز سفر بريطانياً عن إحباطه بسبب حرمانه الجنسية المصرية. هو يعلم جيداً أنّه لا يحتاج إلى أوراق ثبوتية؛ لأنّ كل الجوائز التي حصل عليها من مهرجانات عدة حول العالم حملت اسم مصر. لكن ألا يحق له أن يحمل اسم المحروسة، فيما حصل فنانون عرب آخرون على الجنسية المصرية.
بعد «ثورة 25 يناير» 2011، انطلقت دعوات عدة لمنح مخرج «بنات وسط البلد» الجنسية رسمياً، وجّهت أوّلها إلى حكومة عصام شرف التي تولت المسؤولية مطلع آذار (مارس) 2011، وكانت توصف وقتها بـ«حكومة الثورة». يومها، حمل وزير الثقافة عماد أبو غازي لرئاسة الوزراء طلباً رسمياً بمنح خان الجنسية، لكن أحداً لم يستجب. بعدها، عمد بعض زملاء المخرج، والنقاد والصحافيون إلى فتح الملف مجدداً بين الحين والآخر، حتى أنّ خان نفسه كتب أكثر من مرة عبر حسابه الفايسبوكي، يؤكد حاجته الشديدة لأن يحمل جنسية البلد الذي عاش فيه وصنع أفلاماً عن أهله. آخر دعوات خان الفايسبوكية كانت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين كتب: «إلى من يهمه الأمر، هل من الممكن لحكومة الدكتور الببلاوي أن تمنحني الجنسية وأنا في العقد السابع من عمري قبل فوات الأوان؟». كانت هذه الجملة شرارة حملة أطلقها أصدقاؤه ومحبوه، وتهدف إلى جمع التواقيع وممارسة الضغط لمنحه الجنسية، وقد بدأها رئيس قسم التاريخ في «جامعة القاهرة»محمد عفيفي بعبارة «المصرية ليست مجرد جنسية إنّها ثقافة. عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ مصر من أصول شرق أفريقية! محمد خان أثرى الثقافة المصرية بفنه، الجنسية المصرية لخان، من يوقع معي؟». لكن الحكومة المصرية لا تزال غائبة عن السمع وسط تخوّف من استمرار هذا الصمت.


يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman




«فتاة المصنع» في دبي

لم يقتصر وجود محمد خان في «مهرجان دبي السينمائي الدولي» هذا العام على تكريمه ضمن قائمة مخرجي أفضل 100 فيلم عربي؛ إذ تشهد الدورة العاشرة العرض الأوّل لفيلم خان الجديد «فتاة المصنع» الذي يثبت المخرج السبعيني من خلاله أنّه ما زال قادراً على التعبير بالصورة عن المتغيرات التي يشهدها الشارع المصري. ويدور الشريط بالكامل داخل أحد المصانع المصرية، كاشفاً عن تفاصيل حياة العاملات في هذا المصنع، من خلال رؤية تمزج بين الوثائقي والروائي. وهو من بطولة ياسمين رئيس (1985) التي قبلت الدور بعد اعتذار روبي، وإنتاج السينمائي الشاب محمد سمير. ويرجح عرضه تجارياً في مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.