يجمع العاملون في أدب الطفل والفتيان على أنّه بعيد عن اهتمام الجهات الثقافية الرسمية. لكن ذلك لا ينفي التطوّر الذي يشهده. منذ عامين، خاضت «دار الساقي» تجربة النشر الأدبي للأطفال والفتيان نتج منها 9 مؤلفات هذه السنة. تقول مديرة التحرير في الدار رانيا المعلم إنّه لا تتوافر كتب كثيرة للفتيان بسبب «إهمالها لفترة طويلة محلياً». ولتفعيل قراءة هذه القصص، تسعى الدار إلى التعاون مع المدارس والانفتاح على المناهج التعليمية.
إلا أنّ إصدارات «دار الآداب» هي «للتثقيف وليس الوعظ الذي تفرضه المناهج» تقول مديرة الدار رنا إدريس. لدى الدار تجربة غنية في أدب الطفل تمتدّ إلى ما قبل الحرب الأهلية. لكن بما أنّها تتبع مقاييس صارمة في هذا الإطار، فقد اكتفت بنشر عملين هذه السنة: «فكرون تهرب» لمها عيسى وهودي ماركاريان (8/12_ س:15:00)، و«خلف الأبواب المقفلة» لسماح إدريس (7/12_ س:17:00). يتوجّه سماح ادريس في قصته إلى الناشئة بلغتهم وأحاسيسهم. و«هذا ما يفتقده أدب الفتيان اللبناني» يقول إدريس، مشيراً إلى أن الكاتب هنا يضطر إلى مراعاة «المناهج التعليمية المتشددة، والعائلة والكنيسة أو الجامع». وما يساعد إدريس على تخطي هذه الحواجز هو «أنني ناشر وكاتب معاً». من هذا المنطلق، يرى أنّ المثالية والوعظ والنصح في أدب الفتيان سبب أساسي في ابتعادهم عن القراءة. ولا يلحظ ادريس أي تحديث في الأفكار، اللهم إلا في الكمية والصورة. يأخذنا ذلك إلى التشكيلية اللبنانية ريم الجندي التي تولّت الرسم في كتاب فاطمة شرف الدين (الصورة) «أخواي مميزان» (الساقي ـــ 10/12ـ س:16:00). عن تجربتها في الرسم للأطفال، تقول الجندي إنّ «الأولاد ليسوا أغبياء، وهذا ما يحتم احترام صدقهم وخيالهم». وضمن إطار الصورة في أدب الأطفال، تقيم «دار الحدائق» لقاء حول الموضوع في المعرض (17/12 ــ 17:00) يضاف إلى إصداراتها الـ 10 في أدب الطفل هذا العام.