«ثقافة الحياة حتماً تنتصر». بهذه العبارة تجدّدت الدعوة أوّل من أمس إلى حضور افتتاح فيلم BéBé، من كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب، وإنتاج Eagle Film وGreen بالتعاون مع VMP في مجمع Le Mall في ضبية (شمالي بيروت). لبّت الدعوة مجموعة من الممثلين، والكتّاب، والمخرجين، والصحافيين، خلافاً لبعض التوقعات التي كانت ترجّح أن يكون الحضور خجولاً بسبب الانفجار الذي وقع في منطقة بئر حسن بالقرب من السفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانيّة.

يدور الفيلم حول بديعة بدران (ماغي بو غصن)، وهي امرأة جميلة تبلغ 33 عاماً، إنما توقّف عمرها عند 8 سنوات. تعيش بديعة مع جدتها («تيتا» لطيفة سعادة) البخيلة التي تعاني مرض الألزهايمر. قبل وفاتها، تسلّمها حقيبة تحوي مليون دولار، وتبدأ رحلة بديعة في مواجهة المجتمع وسط أطماع كل المحيطين بها، حتى تجمعها المصادفة بزياد (يوسف الخال) وابنه الذي يعاني من مشكلة نفسيّة، وعدم القدرة على النطق السليم، بعد انفصال والديه واهمالهما له. في الوقت نفسه، تدافع بديعة عن نفسها من مؤامرات شقيقها (سلطان ديب) الذي هو صورة مشابهة لأشرار الأفلام العائليّة الغربية، إذ يخطّط لإدخال شقيقته إلى مستشفى للأمراض العقلية للاستيلاء على المليون دولار، التي تخرج بها في حقيبة مدرسيّة باحثة عن «قجّة» كبيرة.
يجمع الشريط بين المواقف الكوميدية والمشاكل الإنسانية التي تقدّم بشكل خفيف. هي عادة الكاتبة كلود صليبا التي قدمت سابقاً مسلسل «لولا الحب»، حيث طرحت قضيّة الكسّارات، وحملت لواء الدفاع عن البيئة. هنا، تطرح مشكلة التأخّر العقلي الذي تعانيه البطلة، كما تطالب بحقوق هذه الفئة من الناس، وتدين تعاطي بعض المستشفيات مع الحالات التي تعالجها، وتعرّج على انعكاسات إهمال الأهل لأولادهم. طبعاً، تمرّ على المواضيع بطريقة ساذجة أحياناً، ربّما لأنها تضع في بالها أن الفيلم يتوجّه إلى العائلة وأكثر إلى الأولاد.
أحياناً، يبرّر الشريط لنفسه معالجة بعض الأمور بطريقة بعيدة تماماً عن المنطق. البطلة ماغي بو غصن التي توقّف نموها في عمر الطفولة، ستواجه الحياة السياسيّة التي تظنّها مجرّد لعبة دمى ليس أكثر، والأنكى أنّ رجال أعمال فاسدين (بيار شماسيان وبيار جماجيان)، سيعتقدان بأن الفتاة مدسوسة من منافسين وخصوم السياسة. كما ستواجه بو غصن الحياة العاطفيّة التي تختبرها للمرّة الأولى، في مقابل عدم اكتشاف محام مشهور (الخال) أن الفتاة التي قابلها وساعدت ابنه على الخروج من حالته النفسيّة من دون قصد، تعاني تأخّراً عقليّاً، فيقع في غرامها ويتزوجها في النهاية، وينجب منها. يجمع الفيلم الذي بدأ عرضه اليوم في الصالات اللبنانيّة ويتوقع عرضه في الأردن، والإمارات العربية المتحدّة والعراق قريباً، كلاً من جيسي عبدو، وميرفا القاضي، وعبير عون، وسعد القادري، كما يطلّ القدير عمر ميقاتي ضيفاً على الفيلم في دور القاضي.
لسنا أمام فيلم من تحف السينما اللبنانيّة، ولعل أصحابه لا يدّعون أنهم يقدمون فيلماً استثنائيّاً، قادراً على حصد الجوائز في المهرجانات، لكنه عمل يقدم على مقاس العائلة التي تبحث عن الأفلام الخفيفة. وقد يكون خطوة إيجابيّة في طريقة إنعاش الصناعة الدراميّة اللبنانيّة، لكنه سيُظلم حتماً إذا ما تم التعامل معه كفيلم سينمائي ناضج. إذاً ليس خطأ تنفيذ مثل هذا الفيلم، لكن لا بد من البحث عن نصوص أكثر عمقاً لتقديم عمل سينمائي بمواصفات فنيّة أفضل.



فيلم BéBé: ابتداءً من اليوم في الصالات اللبنانية