قناة «الجديد» من جديد تستحوذ على الساحة «الإحصائية» ــ إن صح التعبير ـــ بين ستّ محطات تلفزيونية لبنانية. هذا أقلّه ما يظهره استطلاع للرأي أجراه «مركز بيروت للأبحاث والمعلومات» بين 14 و18 تشرين الأول (أكتوبر)، وشمل 600 شخص من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية. وزِّعت على هذه العينة استمارات خطية لمعرفة آرائهم في 6 مواضيع أبرزها: المحطة الأكثر متابعة، والاهتمام بالبرامج السياسية الصباحية والمسائية، والمحطة التي يلجأ اليها المشاهد لدى حصول أي حدث، والمراسل المفضل.
وتميّز هذا الاستطلاع عن غيره من الأبحاث بأنّه سعى إلى استمزاج المستطلعين وسؤالهم عن قضايا البلدان التي يهتمون بأخبارها، من بين البحرين وسوريا وإيران ومصر.
أظهرت نتائج الاستطلاع تصدّر محطة «الجديد» (45%) واجهة المتابعة في لجوء المشاهد على الفور الى متابعة نشرات الأخبار و التطورات والأحداث. .وذلك رداً على السؤال المتعلق بإختيار القناة لمتابعة الأخبار ، بينما جاءت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» (35%) في الخانة الثانية مع تفاوت في النسيج الطائفي المتابع لكلتا القناتين. مثلاً، تابعت أكثرية «شيعية» (81%) ساحقة «الجديد»، فيما توزّع باقي النسبة على الطوائف الأخرى. وبهذا، تكون متابعة القناة قد شملت مختلف الطوائف اللبنانية. أما lbci، فقد أمسكت خيطي الطائفتين السنية والمسيحية في نسبة المتابعة، في مقابل تسجيل انخفاض لافت لدى الطائفة الشيعية في مشاهدة «المؤسسة اللبنانية للإرسال». ومع هذا، تعدّ النسبة مقبولة مقارنة بالسنوات الماضية. أيضاً، حلّت mtv في المرتبة الثالثة، و«المنار» وotv في المرتبة الرابعة، و«المستقبل» في المرتبة الأخيرة. اللافت أنّ الاستطلاع سجّل هبوطاً لافتاً في متابعة الطائفة السنية للقناة الزرقاء.
وتنخفض نسبة متابعة العينة للفضائيات العربية التي تتابع الأخبار المحلية : إذ سجّلت «الميادين» نسبة 3.7% مع ارتفاع ملحوظ لمتابعة الشيعة لها، مقابل «الجزيرة» (1.3%)، و«العربية» (1%)، وغياب هذه الطائفة عن متابعة كلتا القناتين بخلاف السنية، التي تشاهد القناة السعودية (3.1 %) والقطرية (5%).
على ضوء هذه النتائج، تتكشف «ايجابية واضحة في رغبة المشاهد اللبناني في الخروج من الاصطفافات والتحزب» عبر اللجوء الى قنوات غير محزّبة. هذا ما يستقرئه مدير المركز عبدو سعد في حديثه مع «الأخبار». يقول إنّ المشاهد بات يهرب من الانحياز الظاهر في المحطات الأخرى الى قنوات تتمتع بهامش من التحرك كـ «الجديد» وlbci. لذا لم تكن النتائج مفاجئةً. ويشير سعد هنا إلى أداء «الجديد» وتحديداً في السنة الماضية، حين اتخذت القناة من منبرها «منصةً للهجوم على النظام السوري وتأييد المعارضة السورية في التغطية والمتابعة، وغيرّت خطابها الذي اعتاده المشاهدون طيلة سنوات بثها». وينوّه إلى أنّه في هذه الفترة بالتحديد، انخفضت نسبة مشاهدة «الجديد» انخفاضاً كبيراً لدى الشريحة الشيعية بالتحديد ، لتعود وترتفع مع التعديل الذي أجرته المحطة على الخطاب السياسي، وتحديداً إزاء الأزمة السورية.
في البرامج السياسية، حظي برنامج «كلام الناس» (مرسيل غانم) بالنسبة الأكبر من المشاهدة محلياً (44%)، بينما حلّ منافسه «الأسبوع في ساعة» (جورج صليبي) ثانياً مع 21 % . الطامة الكبرى وقعت على رأس البرامج السياسية الصباحية، التي سجلت غياب نسب المشاهدة بحوالى 73%، فيما توزعت النسب الباقية بين «الجديد» (10.7%) و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» (10.5%). يعود هذا الأمر برأي سعد الى التوقيت الذي لا يساعد على المتابعة، وخصوصاً أنّ فترة الصباح هي فترة عمل للذكور وللإناث على حد سواء. لذا، من الطبيعي أن سيدات المنازل لا يهتممن بمتابعة البرامج السياسية بحسب سعد.
«إذا علمت بوجود حدث معين، فما هي أول محطة تلجأ اليها لمتابعة هذا الحدث؟» سؤال جاء في المحور الخامس من الاستطلاع، ليظهر من جديد تقدّم «الجديد» في المتابعة (42.2%) فيما حلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في المرتبة الثانية (23.4%). وفي ما يخصّ متابعة قضايا البلدان العربية، فقد بينت النتائج أنّ اخبار سوريا استحوذت على الاهتمام بتسجيل رقم قياسي بلغ 78%، فيما توجهت الأنظار الى «المنار» (18%) من حيث متابعة ملف البحرين. وحازت «الجديد» و mtv 12% كنسبة متابعة لأخبار هذا البلد، ولم يهتم 43% من المستطلعين بأحداث مصر.
في الجزء الأخير من الاستطلاع الذي شمل السؤال عن «أفضل مراسل»، كان الأمر لافتاً. سجلت نسبة أكثر من 50 % من العينة المستجوبة بجواب «لا أحد»، ولم يتذكر 13% اسم هذا المراسل، لتتصدر في ما بعد مراسلة «الجديد» نوال بري (7.3%) اللائحة، وزميلها في lbci بسام أبو زيد (5.5%)، وتكرّ السبحة في المراتب اللاحقة لأسماء أيضاً من المحطتين المذكورتين آنفاً.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab




الإذاعة رقم 1

منذ فترة وجيزة، أجرى «مركز بيروت للأبحاث والمعلومات» استطلاعاً حول موضوع متابعة الأخبار والبرامج السياسية، لكن هذه المرة شمل الإذاعات اللبنانية (الفئة الأولى). وبيّنت النتائج أنّ نصف اللبنانيين لا يستمعون إلى الأخبار، وأنّ 70 في المئة منهم لا يُتابعون البرامج السياسية على الإذاعة، لأن الإذاعات منضوية تحت أحزاب وفئات سياسية. فيما تصدّرت إذاعة «النور» المرتبة الأولى، وتلتها «صوت لبنان» (93.3) في المرتبة الثانية. وساعد «النور» على حيازتها ذلك المركز هو الثقل الشيعي المتابع لها، بالإضافة إلى توزّع المتابعين المسيحيين على الإذاعات المسيحية: «المدى»، «لبنان الحر» و«صوت لبنان».




mtv تكتشف المواطن أيضاً!




لا يختلف اثنان على أنّ لـ «الجديد» الفضل الأكبر في إعادة الاعتبار إلى المواطن وقضاياه المعيشية التي أُهملت لسنوات في نشرات الأخبار، قبل أن تلحقها «المؤسسة اللبنانية للإرسال». اليوم، يبدو أنّه راق الـ mtv سلوك هذا الدرب، الذي سبقتها إليه القناتان المذكورتان.
في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، نسفت شاشة المرّ التقليد الذي اتبعته منذ عودتها الى البث في نيسان (أبريل) 2009 وتخلّت عن متعتها في حياكة أخبار وتقارير سياسية كانت تستهلّ بها نشراتها الإخبارية عادةً. في هذا التاريخ بالذات، وبعد استعراض أبرز الأحداث السياسية وتطويع بعضها لأهدافها الخاصة، ارتأت «أم. تي. في» البدء بعرض تقرير يتحدث عن الدعارة الإلكترونية بعنوان «لبنانيون للبيع على الإنترنت». صحيح أنّ الموضوع ليس جديداً على الساحة الإعلامية بعدما أضاءت عليه الكثير من القنوات والبرامج الإجتماعية، إلا أنّه سرعان ما اكتشف المشاهد أنّ هذا الاهتمام بالقضية المطروحة ليس سوى فقاعة تخفي وراءها تسييساً أريد تجييره لبيئة معيّنة ومَن يقطن فيها. شبكة الدعارة هذه تعمل في منطقة «سانت تيريز» لتستكمل القناة مسلسلها مع الموضوع عبر التباهي في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) أي بعد 10 أيام من عرضها للقضية على الهواء، بإعلان خبر توقيف ثلاثة أشخاص مطلوبين للعدالة في هذه الشبكة، يتوزعون بين «الجنوب والضاحية» كما يقول تقرير mtv.
هذا الاستهلال لنشرة إخبارية مسائية بعرض قضية اجتماعية حساسة لم تكتف به mtv، بل رغبت في الابتعاد عما دأبت عليه وأحبّت تغيير «طعم فمها» بتذوق طبق دسم يجلب لها نسبة مشاهدة، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بقضية فتى يرقد في المستشفى منذ مجيئه الى هذه الحياة؟ تقارير مشابهة تستعرض حالات إنسانية، عهدتها القنوات ضمن حيّز برامجها الاجتماعية أو ضمن نشراتها الإخبارية.
لكن قناة المرّ ضربت عرض الحائط بكل شأن سياسي أو أمني في البلد، واستهلّت نشرتها المسائية يوم 5 تشرين الثاني (نوفمبر) بعرض حالة الطفل عباس عقيل (12 عاماً).
تقرير لراكيل مبارك فصَّل حالة المريض الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى، وبعث حالة من التعاطف معه لكونه فاقداً لجميع حواسه ما عدا رأسه الذي يحركه أحياناً.
لا شك في أنّ هذا التقرير وسواه أعطى إشارات واضحة عن تغيير يحصل في المحطة التي اعتادها المشاهدون قناةً «تتنفس» سياسة، فما الذي جعلها تنتهج خط «الجديد» و lbci ؟ هل هي المنافسة المشروعة وصعود نجم المواطن على ما عداه من قضايا سياسية ملّتها الشاشات؟ في كل الأحوال، وكيفما كان أداء هذه القنوات، يبقى الرابح هو المواطن المهمل منذ سنوات. ها هي «متطلبات السوق» تعيده إلى الواجهة، والإعلام يتسابق على عرض قضاياه التي وصل آخرها إثارة «قضية» الحلوى الأكثر شعبية في لبنان «طربوش» الذي ارتفع سعره من 250 ليرة لبنانية الى 500. أيها المواطن: نم قرير العين، فقضاياك في الحفظ والصون!
زينب...