عكا | في تموز (يوليو) 2011، نشر داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي يومها، عبر قناته على يوتيوب فيديو قصيراً (6:17 دقيقة) بعنوان «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: الحقيقة حول الضفة الغربية». حصد المقطع المصوّر أكثر 720 ألف مشاهدة، إضافة إلى تعليقات عدة تكذب «الحقيقة» التي رواها أيالون، ويرددها الصهيونيّون يومياً. اليوم، خرجت شبكة «خرابيش» الإعلامية العربيّة لتكذيب كل ما قيل يومها. لا جديد في الرواية الصهيونية عن فلسطين وأهلها الذين يناضلون يومياً بشتى الطرق لدحضها. لكن بعد مرور سنتين على فيديو «أيالون» الذي يظهر فيه متحدثاً بالإنكليزية بمرافقة الرسوم المتحركة، أطلقت «خرابيش» الأسبوع الماضي فيديو ساخراً باللغة نفسها بعنوان: «الحقيقة الحقيقية حول فلسطين رداً على داني أيالون». علماً أنّ «خرابيش» هي مجموعة من القنوات التي تنتج وتدير برامج وفيديوهات وأفلاماً عربية على الشبكة العنكبوتية، تأسست عام 2008، وتهدف إلى إنتاج محتوى عربي من الأفكار الاجتماعية والسياسية الإبداعية لخدمة مستخدمي الإنترنت العرب، وهي متواجدة في تونس والقاهرة ودبي وعمّان.

في الفيديو (6 دقائق) الذي وصل عدد مشاهديه إلى أكثر من 170 ألفاً، تسخر الفلسطينيتان لارا صوالحة ودانة دجاني من أكاذيب أيالون في الفيديو الأصلي من خلال دخولهما شخصياً إلى الكادر، وتردان على روايته التي تنفي فلسطينية الأرض واحتلال الإسرائيليين لها.
لكن لماذا انتظرت «خرابيش» عامين للرد على فيديو نائب وزير الخارجية السابق؟ يجيب الفنان وائل عتيلي، أحد مؤسسي «خرابيش» لـ«الأخبار» إنّ العمل على الفيديو بدأ منذ وقت طويل. ورغم بساطته إلا أنّه تطلب مجهوداً كبيراً في التحضير والكتابة والتحقيق والمونتاج. وأضاف: «واجهنا صعوبة في أنّ الكثير من المشاركين في العمل يعيشون في بلدان مختلفة كفلسطين ولبنان ودبي وكندا، ولم يكن جمعهم سهلاً».
إضافة إلى الخطاب الساخر الموجه لداني أيالون في البداية، يعتمد الفيديو على حقائق تاريخية لا تنحصر فقط باحتلال فلسطين عام 1948، بل إنّ بعضها يعود إلى 400 سنة قبل الميلاد، لما لذلك أهمية في دحض كلّ الروايات الكاذبة. «أتذكر أنّ عملية البحث والمناقشة والكتابة أخذت الكثير من الوقت والجهد، بدءاً من تجميع الفريق والمتطوعين الذين كانوا يؤمنون بضرورة الرد، ومن ثم إرسال النص إلى مجموعة من المفكرين والمؤرخين للدقيق قبل البدء بالتصوير والإنتاج والمراجعة والتعديل والتحسين قدر الإمكان كي يخرج إلى الناس بأفضل صورة»، يقول عتيلي.
لم يسلم فيديو «خرابيش» من تعليقات صهيونية عدة. رغم أنّ الشبكة لم تتوقع أن يثير الشريط المصوّر هذا الحجم من النقاش على يوتيوب «خصوصاً بعد كلّ هذه الفترة من الانقطاع»، على حد تعبير وائل عتيلي، إلا أنّ القائمين عليه فوجئوا كثيراً بردود الفعل. هكذا، تصدّت «خرابيش» لعيّنة بسيطة من الإدعاءات الإسرائيلية الكاذبة والممنهجة، فهل ننجح في ابتكار استراتيجية شاملة وعلمية لمحاربة هذه الحرب الإعلامية الشرسة؟