القاهرة | صدمة جديدة تلقّاها الوسط الفني المصري أول من أمس بعد انتشار خبر القبض على الممثلة الشابة دينا الشربيني (1985) بتهمة تعاطي الكوكايين. النسخة الأولى من الخبر أكّدت أن بطلة مسلسلي «موجة حارة» (إخراج محمد ياسين) و«تحت الأرض» (حاتم علي) كانت في شقّة صديق لها في ضاحية الزمالك في القاهرة من أجل الحصول على «تذكرة» كوكايين من رفيقها الذي يتاجر بـ«السمّ الأبيض». لكن سرعان ما انتشرت رواية أخرى صباح أمس تؤكّد أن الشقة كانت تحوي كوكايين فعلاً، غير أن الممثلة لم تكن تتعاطاه، وأن تحليل الدم أثبت ذلك.
بعيداً عن مصير الشربيني التي حظت بتعاطف زملائها في الوسط الفني بعد انتشار الخبر، وتمنّى جمهورها أن تخرج من الأزمة سالمة، بات واضحاً أن شبح تعاطي المخدرات والإتجار بها يحوم حول نجوم المحروسة في العقود الثلاثة الأخيرة.
قبل أسابيع، تم القبض على الممثل أحمد عزمي في شرم الشيخ بتهمة تعاطي المخدرات مع سائقه الخاص. وأمضى عزمي خمسة أيام في الحبس قبل أن يخرج على ذمة القضية. صرّح بعدها بأنّ القصة كانت خلافاً بينه وبين ضابط شرطة بسبب رغبة الأخير في التحرّش بالفتيات المعجبات بعزمي، مضيفاً أنّه لجأ إلى المحامي مرتضى منصور للحصول على البراءة. تطول جلسات المحاكمة غالباً في هذا النوع من القضايا، وهو ما تكرّر مع الممثلة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك» (بطولة محمد سعد) التي لا تزال تحاكم على ذمة قضية إتجار بالمخدرات تورّطت فيها في آذار (مارس) الماضي.
في صيف 2010، اعتقلت شقيقة الممثلة زينة بالتهمة نفسها، لكن سرعان ما حصلت على البراءة، وقيل وقتها إنّ نفوذ شقيقتها هو السبب. لكن في كل الأحوال، بات هذا النوع من القضايا منقسماً إلى مسارين لا ثالث لهما، إما أن ينجح الفنان في الخروج من الفخّ ويتعلّم الدرس، أو يتورّط حتى يتوفى بتأثير المخدرات، أو يدخل السجن. والحالة الأخيرة انطبقت على ممثلين كبيرين، هما سعيد صالح، والراحلة ماجدة الخطيب، فكلاهما دخل السجن بتهمة تعاطي المخدرات. الخطيب دخلته مرتين: الأولى عام 1982 بتهمة دهس مواطن بالخطأ وهي مخمورة حيث قضت أشهراً وراء القضبان، والثاني لمدة خمس سنوات ابتداء من عام 1985 بتهمة تعاطي المخدرات. إلا أنها عادت للتمثيل واستمرت في البلاتوهات حتى وفاتها عام 2006. أما صالح فتمّ إلقاء القبض عليه للمرة الأولى عام 1991 بتهمة تعاطي الحشيش، لكنه خرج سريعاً، قبل توقيفه مرة أخرى عام 1996 ودخوله السجن لمدة سنة.
تضمّ قائمة الفنانين الذين عانوا من أعراض الإدمان وتعافوا منه فاروق الفيشاوي، ومدحت صالح، فيما لم ينجح حاتم ذو الفقار (1952 ــ2012) في إقناع الوسط الفني بشفائه كما تردّد، وظل منزوياً عن الأضواء حتى وفاته بصمت. ويعدّ مجدي وهبة (1944 ــ1990) أشهر من توفوا بجرعة زائدة، يليه المطرب عماد عبد الحليم (1960 -1995) عمّ النجمة أنغام الذي عثر عليه ميتاً في شارع مجاور لمنزله في مدينة الجيزة، وتردد حينها أنّ السبب جرعة مخدرات زائدة. وكان الموسيقار حلمي بكر قد كشف لنيشان في برنامجه «أنا والعسل 2» خلال رمضان الماضي أنّ 70 في المئة من الوسط الفني يتعاطى المخدرات. أصاب كلام بكر جمهور الفنانين بالصدمة، ليؤكد ما يُشاع كل فترة عن معاناة أحد الفنانين أو المنتجين من السموم البيضاء، لكن من دون أن يقع في قبضة الشرطة أو تتسرّب أخبار خضوعه للعلاج في مصحّ متخصص، فتظلّ التهمة عبارة عن خبر مشكوك فيه ومؤكد في الوقت نفسه.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman