قبلَ أنْ تبدأ محطاتُ أخبارِ الموت
بإعلانِ قوائم قتلاها على جبهاتِ الأرضْ ،
نجلس وحيدَين ، متنائيين،
كلٌّ في قارّته، كلٌّ في خندقه، وكلٌّ في ظلامِ نفسه.
وحيدَينْ ..
نتأفّفُ من مذاقِ قهوتنا المغشوشةْ
ونفكّر في ما يمكنُ أن تكون مصائدُ فئرانِ المنزل
قد اقتنَصَتْهُ من كوابيسِ ليلتنا الفائتةْ.
وحيدَين، متنائيين :
المرصدُ قبالةَ المرصد
والنعشُ في مواجهةِ النعشْ.
وخائفَين
كما لو أننا ، بعد أُفولِ الأبديةْ،
نتأهّبُ لتأثيثِ مقبرةْ .
.. .. ..
.. .. ..
تُرى ، هناك، في بلدانهم الباهتةْ
التي ليس فيها أمواتٌ وفئرانٌ وقهوةٌ مغشوشة،
كيف يُمضي الناس أيامَهم ولا يموتون من الضجر؟!..
لعلّهم، هناك، في بلدانهم الباهتةْ
سيجدون أنفسهم مضطرين في كلّ وقت
ليقولَ واحدُهم للآخر :
صباح الخير.. أيها الوحش !
4/9/2012