لا شكّ في أن المخرج طوني قهوجي يعرف كيف يُقدّم النجوم على مسارح برامج المواهب. لكن المشكلات التقنية المستمرّة التي برزت مع أولى حلقات «ستار أكاديمي 9»، أفقدت نانسي عجرم بريقها بسبب مشكلة في الصوت، وكان ظهور صابر الرباعي ونوال الزغبي شبيهاً بـ«فلاش باك» إلى برايمات المواسم السابقة، بينما وقعت هيفا في فخّ نشاز طلاب الأكاديمية.
إذاً، عاد «ستار أكاديمي» على cbc المصرية و lbci، لكن عنوانه هو اللاجديد رغم التغييرات التي جرت على فريق أساتذة الأكاديمية، وتركيبة البرنامج، وسيطرة نكهة مصرية فرضتها cbc، الشريك الأساس في الإنتاج. المحطة المصرية اليافعة تمكّنت من تسجيل نقطة تميّز واحدة في رصيد إنتاجها الخاص، ألا وهو برنامج باسم يوسف الساخر «البرنامج»، بينما ما زالت تسعى لمنافسة كبريات الفضائيات في مجال برامج المواهب، وتحديداً mbc التي كسحت الساحة بـ «للعرب مواهب» (السبت 21:00) و«ذي فويس» و«أراب آيدول».
كان «اكس فاكتور» في موسمه الأول العام الماضي، تجربة cbc الأولى في إنتاج برامج المواهب. وفي تجربتها الثانية مع «ستار أكاديمي 9»، جاءت الأكاديمية بطلابها وأساتذتها الجدد، واستعراضاتها وتقاريرها اليومية، باهتة خالية من الحماسة تعتريها الأخطاء التقنية. كان يمكن للقائمين على البرنامج تجهيز مسرح «بلاتيا» (الاستديو الجديد لمسرح الأكاديمية في ساحل علما ـ شرق بيروت) للبثّ المباشر، وتفادي الاخطاء، خصوصاً بعد تأجيل موعد انطلاق العرض الأول للبرنامج مرّات عدّة.
في المقابل، تحصد mbc النجاح الجماهيري المتزايد لبرنامجها Arabs Got talent. أجرت لجنة التحكيم التقييم الأخير لتختار 48 متأهلاً من أصل 90، لخوض منافسات العروض المباشرة، ليؤول مصير المواهب لتصويت الجمهور. مع ذلك، يلتقي البرنامج مع «ستار أكاديمي» عند غياب المواهب الحقيقية. لكنّ دخول نجم الكوميديا المصري أحمد حلمي كعضو لجنة تحكيم في «للعرب مواهب» شكّل مفصلاً إيجابياً لصالح الموسم الثالث الذي حافظ على قدرته في جذب المشاهد. في المقابل، رفع الجمهور صوته عبر مواقع التواصل الاجتماعي منتقداً ما تعرضه الدورة الجديدة من «ستار أكاديمي»، سواء في اليوميات أو على مسرح البرايمات الأسبوعية.
مع انعدام أيّ خبر عن التحضير لموسم جديد من «اكس فاكتور»، وتراكم أخطاء «ستار أكاديمي 9»، خرجت cbc من دائرة المنافسة في مجال إنتاج برامج المنوعات المستنسخة عن برامج عالمية لا تستوجب أكثر من الالتزام بشروط الشركة صاحبة الحقوق ضمن خطة إنتاجية محكمة للحصول على نتيجة شبه مضمونة. لعلّ هذا ما يعدّ أحد أبرز أسرار نجاح mbc في هذا الميدان. القائمون على الشبكة السعودية يخضعون دوماً لدورات تدرييبة تسبق كل عملية «تعريب» لبرنامج عالمي بهدف الإحاطة بتفاصيله الكاملة وتطبيق نسخة عربية تُقارب النسخة الأصلية حرفياً وتقنياً. ولا يمكن بلوغ النجاح الكامل بمجرد رصد ميزانية مناسبة لإنتاج البرنامج، إذ لا بدّ من توافر خبرة التنفيذ الاحترافية، وهو العنصر الذي يبدو أن cbc ما زالت تفتقده وmbc تبدع فيه! علماً أنّه تسرَّب أخبار تؤكّد عدم التزام أصحاب cbc بواجباتهم المادية تجاه منفذي بعض البرامج لصالحها.



«ستار أكاديمي 9»: كل خميس 21:00 على lbci و cbc
«للعرب مواهب»: كل سبت 21:00 على mbc