جدل أثارته الحلقة السادسة من برنامج «خط تماس» الذي تعده وتقدّمه غدي فرنسيس كل خميس على otv. تمحورت الحلقة حول منطقتي الجولان وحرمون. لكنّ الجدل جاء من الغرافيكس الذي عرضته الحلقة ويظهر خريطة عسكرية للجيوش والفصائل السورية المعارضة في داخل سوريا وفي محيطها، مرمّزةً بأعلامها التي تدلّ عليها. ومن ضمن ما ورد في الخريطة علم «إسرائيل» للدلالة على وجود قوات الاحتلال ضمن هذه الجيوش التي تهدّد الأراضي السورية، من دون كتابة «إسرائيل» طبعاً.
قالت فرنسيس في بداية الحلقة: «يوماً بعد يوم، يتبلور الحلّ السياسي في سوريا، لكن المعارك هناك ما زالت مستمرة»، مشيرة إلى أماكن هذه النزاعات على الخريطة من الشمال السوري، وصولاً إلى جنوبه حيث الأراضي الأردنية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
بعض الناشطين على فايسبوك غضبوا من الخريطة التي أظهرت علم الاحتلال الصهيوني، فاتُّهمت فرنسيس ومعها القناة البرتقالية بالتطبيع مع المحتلّ أو على الأقلّ بالاعتراف به «كدولة». ومن هنا بدأت القضية تتفاعل. في حديث معنا، رأت فرنسيس أنّ الغرافيكس لا يستأهل كل هذه الضجة، مشددةً على أنّه جرى تداوله بمعزل عن النص الوارد في الحلقة والسياق الذي يعدّد الأحزاب والفصائل السورية المعارضة كـ«الجيش السوري الحر» و«داعش»، إضافة إلى الجيش الأردني ووجود القوات الإسرائيلية المحتلة في منطقة الجولان. الأهم بالنسبة إليها هو الحرص على ذكر بعض المصطلحات كـ«المحتل الصهيوني»، و«الكيان المحتل» التي «تقع في أولوية ثقافة كل صحافي مناهض للاحتلال الإسرائيلي»، مستغربة هذا التداول للرسم الذي عرض في الحلقة الماضية، مع أنه سبق أن عرض مثله في الحلقة التي خُصِّص الكلام فيها عن غزة. ووضعت فرنسيس هذا الهجوم عليها في إطار «الدعاية السيئة» التي تطاولها، فالغرافيكس الذي أثار جدلاً «مستخدم في أكثر من قناة» برأي المذيعة الشابة. وترى الأخيرة أنّ الغرافيكس لا يعني الاعتراف بـ«إسرائيل»، بل هو مستعمل بهدف توضيح الخريطة العسكرية على الأرض. وتمنّت على كل منتقديها مشاهدة الحلقة للحكم، لا اقتطاع صورة وتحوير استخدامها، متسائلة عن موقع «مليتا» الجنوبي الذي يتضمن خريطة بالأهداف العسكرية الإسرائيلية ممهورةً بلوغو علم الصهاينة، «فهل يعني ذلك أنّ «حزب الله» يطبّع مع «إسرائيل»؟!.




صهينة بلا حدود

الجدل المثار حول الغرافيكس الذي يظهر علم المحتل الصهيوني، أعاد إلى الأذهان شطب قناة «الجزيرة» لفلسطين عن الخريطة، مستبدلةً بها «إسرائيل» (الأخبار 11/6/2013). هذا الأمر شكّل سابقة على القناة القطرية. وقتها، ثارت ثائرة الناشطين الافتراضيين على شبكة التواصل الاجتماعي واتهمت القناة بمغازلة تل أبيب علناً. وفي كانون الأوّل (ديسمبر) 2011، أثارت قطر غضب الكثير من العرب، وخصوصاً الفلسطينيين، ببترها خريطة فلسطين واقتصارها على الضفة الغربية وقطاع غزّة (نحو 20 في المئة من الخريطة الكاملة فقط) أثناء افتتاح دورة الألعاب العربية الثانية عشرة التي استضافتها.