الشريط الذي شاهده جمهور «مهرجان السينما الإيرانية في دمشق» قبل ثلاثة أعوام، تابعه أيضاً نحو 150 مشاهداً على يوتيوب، حيث حُمِّل قبيل نحو عامين. يجمع العمل قصي خولي، مكسيم خليل، كندة علوش، ليليا الأطرش، ومحمد حداقي، بمشاركة بول سليمان. إنتاج إيراني، وأبطال سوريون، والقصّة فلسطينيّة تضيء على مرحلة تهجير الفلسطينيين قبل النكبة عام 1948، وتقدّم قصّة حب بين شاب وفتاة فلسطينيين.
ويشارك في الفيلم ممدوح الأطرش، وجمال العلي، وزياد عدوان، ووسيم الرحبي، وكتب القصة والسيناريو والحوار مهدي سجادحي وعباس رافعي، وتولّى تنفيذ الإنتاج علي أبو زيد.
على غرار رواية «عائد إلى حيفا» لغسّان كنفاني، ومسلسل «التغريبة الفلسطينية» للكاتب وليد سيف والمخرج حاتم علي، يتناول الفيلم القضية من زاوية إنسانية بحتة. تؤدّي سيطرة الإسرائيليين على أرض فلسطين إلى تفريق الحبيبين عن بعضهما. وهنا، تبدأ رحلة البحث عن اللقاء مجدداً في أرض الشتات.
تبدأ الأحداث من الحاضر في منزل حسام (بول سليمان) الذي يروي حكايته للطالب الجامعي أحمد (مكسيم خليل) الذي قصده بحثاً عن عمل لتوفير مصاريفه الجامعيّة. يخبره حسام عن شبابه (يؤدي الشخصيّة في مرحلة الشباب قصي خولي)، وتعلّقه بحبيبته ليلى (ليليا الأطرش)، إلى أن يفترقا بحكم التهجير، لكنهما يلتقيان مجدداً، وتساعد الصدفة في لمّ شملهما. يؤخذ على الفيلم ضعف القصة والسيناريو والحوار. كذلك فإن الصيغة التي قدِّمت فيها قصة الحب بين حسام وليلى، لا تظهرهما في صورة حبيبين، ويصعب فهم سبب امتعاض والد الفتاة من اعتراف الشاب بحبّه لابنته مثلاً، ثم مباركته ارتباطهما بعد لحظة، من دون أسباب مقنعة ولا مرور مسافة زمنيّة. وهناك قصّة حبّ أخرى، تولد على حين غرّة من دون أسباب مفهومة بين مكسيم خليل وكندة علوش ويفرقهما الموت. وليس مفهوماً السبب في وصف حسام، بأنه رجل لا يطيق الناس وحادّ الطباع، إلى درجة يقول ابنه إنه لو لم يكن أباه لما تحمله دقيقة واحدة، وإن الممرض السابق لم يتحمّله أكثر من أسبوع. فإذا به يظهر في كل المشاهد هادئاً ولطيفاً بعكس ما وصفه ابنه.
عندما يجتمع النجوم السوريون في عمل واحد، يعد الجمهور نفسه بعمل درامي عالي الجودة، لكونهم يحرصون دوماً على اختيار الأفضل. لهذا تمكّن معظم هؤلاء الممثلين من تحقيق نجومية في دمشق، وباتت أسماؤهم الأكثر طلباً، ليس في الدراما السوريّة فحسب، بل في الدراما العربيّة أيضاً. طبعاً، الموضوع في «الغرباء» مختلف؛ لأن شوق الممثل السوري إلى السينما يجعله يغضّ النظر عن بعض التفاصيل، وخصوصاً إذا كنا نتحدّث عن المرحلة التي صوّر فيها الفيلم قبل أربعة أعوام، أي قبل النجوميّة. مشكلة الفيلم تكمن في البناء الدرامي غير المترابط، واتكاله فقط على سرد واقعة تاريخيّة قدِّمت في رواية سينمائية باردة، وأفقدتها الشروط الشرعيّة الإيرانيّة الحدّ الأدنى من الأحاسيس والمشاعر التي نلمسها في الدراما السوريّة.

«الغرباء»: «أبراج» (فرن الشباك)، «مركز معروف سعد الثقافي» (صيدا)، وقريباً في سوريا، ومصر والعراق ودبي وقطر وليبيا واليمن وفلسطين