لم تعبأ الفضائيات العربية بخبر إطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا. كانت مشغولة بملفات إقليمية أخرى وضعتها في قائمة أولوياتها. ومع ذلك، أجبر موعد وصول الطائرة التي تقلّ المختطفين إلى مطار بيروت هذه القنوات على نقل مباشر للحدث. وكان لافتاً انتشار لوغو «المنار» على بعض هذه الوسائل بصفتها تفردت بنقل لحظة الوصول إلى مدرج المطار. لكن طبعاً، لم يخل هذا النقل من التسييس والتحريف، فأصرّت «العربية» على إقحام «حزب الله» في القضية عبر الجزم بأنّه قاد مفاوضات مباشرة مع الجانب القطري، فأوردت: «صفقة تبادل برعاية قطرية وتنسيق مع حزب الله».
بينما بدت «الجزيرة» مزهوة بالحدث عبر التركيز على الدور القطري في نجاح عملية التبادل، مع التشديد على ما وصفته من «غموض» يحاصر ملفّ الإفراج عن المعتقلات السوريات في السجون السورية و«مخاوف من عدم وفاء النظام السوري بهذا التعهد». وكانت القناة قد أخذت الحق الحصري في دخول مطار «صبيحة» التركي لمواكبة مسار رحلة المخطوفين التركيين دون غيرها. وضمن برنامج «حديث الثورة» أول من أمس، خصصت القناة القطرية جزءاً من البرنامج للحديث عن خبر تحرير المختطفين، واستضافت الكاتب السوري المعارض فايز سارة الذي أسف على «إدخال النظام السوري مواطنات سوريات في صفقة التبادل، بما أنّ الإفراج عنهن ينبغي أن يكون من دون ربط بأي صفقة».
أما «الميادين»، فلم تكن هذه المرة في الميدان. اكتفت القناة بقطع برمجتها من حين إلى آخر ووضعت ثقلها في النقل المباشر لعودة المختطفين ليل أول من أمس. لكن هذا التقاعس أو القرار بتقنين فتح الهواء، أكان في الضاحية أم في المطار، ترتب عليه خروج القناة من المنافسة والحدث، فأتى خبر انتشار صور العائدين مع اللواء عباس إبراهيم التي جرى تداولها على وسائل الإعلام متأخراً في عرضها، وبات الخبر فارغاً من مضمونه. فيما تطايرت عبارات «زوار من الطائفة الشيعية» و«موالون لحزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري» من على منابر « France 24 و «bbc عربي». عنونت الأخيرة الحدث بـ«انتهاء أزمة المختطفين اللبنانيين»، وراحت القناة الفرنسية الناطقة بالعربية تشكّك في مسألة الإفراج عن المعتقلات السوريات التي اشترط الخاطفون «المنتمون إلى مجموعة معارضة سورية مسلحة إطلاقهن مقابل اللبنانيين التسعة».

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab