هل يسير «تلفزيون لبنان» على السكّة الصحيحة، أم أنّ ما حصل أخيراً لا يعدو كونه تغييراً في الوجوه لا أكثر؟ وهل تحوّلت القناة الرسمية إلى محطة خاصة يسيطر عليها رئيس مجلس الإدارة الحالي طلال المقدسي؟ وما حكاية الحلقات الخاصة عن مؤسسات المقدسي التي عرضها برنامج «الخط الساخن»؟ من يتابع التلفزيون أخيراً، يلاحظ إيلاء المؤسسات الإنمائيّة الاجتماعيّة التي يملكها المقدسي اهتماماً خاصاً من خلال الإضاءة عليها في حلقتين من برنامج «الخط الساخن» (يومياً 12:30 تقديم نقولا حنّا).

اللافت أنّ الحلقتين عرضتا بعد أيام على إعلان المقدسي اعتكافه (الأخبار 12/9/2013)، حتى تلبي الدولة شروطه وتغدق على التلفزيون من خيراتها. يؤكد المقدسي لـ«الأخبار» أنّ «التلفزيون أرسل كتاباً إلى وزارة الداخلية، حيث أكّد لجميع البلديات أنّ القناة ستخدم أي مشروع إنساني أو اجتماعي أو إنمائي، وسنعطي 10 دقائق على الهواء لمشاريع كل بلدية. وبالفعل، جاءتنا طلبات من بلديات عدة، وبدأنا ببث موادها، وهناك ما يجري تصويره حاليّاً». ويؤكد المقدسي «أنه لا يملك أي مؤسسة تبغي الربح في لبنان، بل فقط مؤسّسات معنية بالأعمال الخيريّة والإنسانيّة، وبتنفيذ مشاريع إنمائيّة في المناطق المحرومة».
ورغم أنّ البعض يلمّح إلى أنّ للرجل طموحات سياسية وأنّ القناة الرسمية ليست سوى محطة مؤقتة صوب هذا الهدف، إلا أنّ المقدسي يؤكد عكس ذلك. وعن الحلقات التي تركّزت على مؤسساته، يوضح أنّها عرضت خلال مرافقته الرئيس ميشال سليمان إلى الأمم المتحدة أخيراً، «لكن آمل أن أي إنسان لديه مشاريع مماثلة، أن يروّج لها على التلفزيون»، لافتاً إلى «أنني أفتخر بهذه الحلقات وسأطلب إعادتها».
على غرار العهد السابق، يشكو المقدسي عدمَ اهتمام الدولة بالتلفزيون الرسمي، مشيراً إلى «أننا لم نحصل على دولار واحد، وكل التجهيزات الجديدة في التلفزيون هي من مالي الخاص»، وهو ما دفعه إلى الاعتكاف على حد تعبيره. ويؤكد أنّ غياب التمويل عن المؤسسة لن يحول دون حصول بعض التحسينات التي نفّذها على «حسابه الشخصي»، مضيفاً: «عند وصولي إلى التلفزيون، قمت بتصوير كل المكاتب والاستوديوات، وبعد مرور مئة يوم، سنصوّرها مجدداً بعد التحسينات التي خضعت لها». وعن إقصاء بعض الأشخاص عن التلفزيون، آخرهم ريمون خوري شقيق المدير العام السابق الراحل إبراهيم الخوري، يرفض المقدسي اتهامه بتصفية الحسابات، مضيفاً أنّ «ريمون خوري ليس موظفاً، بل كان يعمل في برنامج Best Sellers في التلفزيون، وكان التعاقد معه على بعض الأمور القادر على إنجازها موظفون يقبضون رواتبهم ولا يمارسون أي عمل». ويؤكد أنه بعد نحو شهر، سيشهد التلفزيون تحسينات على مستوى الصوت والصورة، (يتوقع حدوثها قبل عيد الاستقلال في 22 نوفمبر)، كذلك سيواكب شروط الانتقال إلى نظام البث الرقمي قبل نهاية 2014. لكنّ البعض في التلفزيون يشير إلى أنّه رغم نيات المقدسي الحسنة، إلا أنّه لا يمتلك الخلفية ولا الخبرة التي تؤهله لإدارة المحطة.