نعم! ونعم! ونعم!
أنا أُقَدِّرُ أنّ هذه القذائفَ اللعينة
تُقْلِقُ نَوْماتِكم، وتُعَكِّرُ صفْوَ لقاءاتكم العاطفيّة.
أُقَدِّرُ صعوبةَ محاولةِ عَدِّها، ومتابعةِ إيقاعاتها المتسارعةِ، التي تحرقُ الأعصاب وتُثيرُ غيظَ الساهرين.
لكنْ، عليكم أنْ تُقَدّروا أيضاً،
أنّ ثمّةَ في مكانٍ ما (في أمكنةٍ كثيرة)
أمّهاتٍ يَكتمْن صرخاتِ خوفِهنّ
مِن أنْ يكون الأولاد (الأولادُ الذين، بالمصادفةِ، ليسوا أولادَكم) هم الذين تبعثرتْ أرواحُهم تحتَ القصف،
وعاشقاتٍ يُذْعِرُهنّ أنْ يكون الموتُ - وليس العاذلون- هوَ مَن يقفُ بالمرصاد هذه المرة، وينتظرُ نصيبَهُ من حصادِ الدمِ والنحيب.
أُقَدِّرُ وأُقدّرُ ونُقَدّر...
بل وحتى أُقَدّرُ ما يُنْفثُ مِن زفراتِ ضجركم في الهواء:
«متى ينتهي كلُّ هذا القرف؟».
لكنْ،
لأنكم، بالمصادفةِ، لستم الأمهاتِ ولا الإخوةَ ولا العاشقين،
قَدِّروا أنهم، بسببِ أنهم ناسٌ يتألّمون وييأسون ويخافون ويأملون .. ويستحون،
لا يجدون مِن الوقتِ، ولا الشجاعة،
حتى ما يكفي لقولِ:
يا إلهَ الناس!
يا إلهَ الأحياءِ والموتى!
يا إلهَ البرابرة!
يا إلهَ الخائفين، والقَتَلَة، والقدّيسين!
متى تنتهي هذه الحرب؟!..
13/8/2012