بعد أشهر من البث التجريبي، كان يوم أمس موعداً لانطلاق البث الرسمي لقناة «الغد العربي»، التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقراً لها. تأتي هذه الانطلاقة بعد إعداد دام خمسة أشهر لاكتمال الكادرين البشري والفني من مختلف الأقطار العربية، وتجهيز المكاتب والاستديوهات بحسب مديرها محمد بن رشاد، الذي كان له حديث مع «الأخبار» حول هذه الانطلاقة. رأى محمد بن رشاد أنّ البث التجريبي طال أكثر من اللازم، وكل هذا الوقت كان لتأمين الخروج «في أبهى حلّة» مع ضرورة مواكبة التعديلات والمتغيرات التي قد تطرأ في بث المحطة الرسمي. إذاً، تنطلق القناة مع انتشار لأكثر من 26 مراسلاً حول العالم، يمتدون على مساحة تبدأ في واشنطن ولا تنتهي في إسلام آباد، مع وجود أكثر من 90 صحافياً وفنياً عاملاً في القناة. جاء هذا التدشين تزامناً مع ذكرى «حرب أكتوبر» وتحرير قناة «السويس» من الاحتلال الإسرائيلي، فعمد القائمون على القناة إلى ربط هذه المناسبة بالانطلاق الفعلي على الهواء بوصفه «يوماً تاريخياً لمصر والعالم العربي»، ولإبراز لهوية القناة وخطها التحريري كما يورد بن رشاد.
منذ انطلاق بثها التجريبي، أثارت القناة زوبعة في المشهد الإعلامي، وتعرضت لهجوم من الإسلاميين أنفسهم، تحت عنوان «تشويه الإسلام السياسي» (الأخبار 20/2/2013) بما أنّ خطها التحريري سيكون معارضاً للإخوان المسلمين، ولكل منبر اعلامي يتبنى سياستهم. تصف المحطة نفسها بـ«القناة الإخبارية التثقيفية» من خلال برمجة تتنوّع بين السياسة والاقتصاد والترفيه. وسيكون التركيز على إنتاج برامج متخصصة بالشأن العربي والدولي، سواء من داخل استديوهات لندن أو خارجها. في البيان الذي أصدرته القناة أخيراً، طرحت نفسها ناقلة للحدث ومعالجة له بصورة مهنية وحيادية مع ضرورة «احترام عقل المشاهد». من هنا، جاء شعارها «الصورة بكل الأبعاد» بمعنى الإحاطة بمعالجة القضايا «الحساسة على أعلى درجات الموضوعية في سائر تغطياتها وبرامجها الحوارية والتحليلية «ليصل بالتالي الخبر الى المشاهدين «بكل أمانة وتجرد».
لكنّ قضية التمويل أثارت جدلاً واسعاً، بعدما طفت الى السطح بعض الأسماء، كنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مع مشاركة مستثمرين خليجيين وغيرهم من الجنسيات العربية، والأهم من كل ذلك، ما حُكي عن تحالف بين قائد شرطة دبي ضاحي خلفان والسياسي من حركة «فتح» محمد دحلان في مساهمتهما في هذا المشروع الإعلامي. موضوع تدحضه القناة من خلال حصر عملية الدعم المالي «بمجموعة مستثمرين من رجال الأعمال في مجال الإعلام يقدّمون إليها الدعم اللازم» بحسب مدير القناة. ويمكن تحديد مصدر التمويل بشركة «سكوب للاستثمار» التي تملك جميع الأسهم في القناة، وهي شركة مسجلة في بريطانيا منذ تاريخ 16 آذار (مارس) 2012، وينحصر نطاق عملها في مجال الخدمات الاستشارية والإدارة المالية، وتنفي أن تكون «جزءاً من مجموعة استثمارية». التقارير الإعلامية وصفت القناة بأنّها الذراع الإعلامية للإمارات في حربها على الإخوان المسلمين، وتقف في مواجهة قطر («الجزيرة») الداعم الأوّل للمدّ الإخواني. على أي حال، الأيام المقبلة كفيلة بتظهير توجّه المحطة السياسي، وكيفية مقاربتها العناوين السياسية والأمنية الحساسة في العالم العربي.

يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab




تردّدات «الغد العربي»: 11977 عمودي 27500 نايل سات