حقّقت الفنانة ماجدة الرومي أخيراً الحلم الذي راودها منذ فترة طويلة وهو إصدار ألبوم يضمّ مجموعة من التراتيل الدينية، وتصدره في عيد الميلاد المقبل. لم تستقرّ صاحبة أغنية «كن صديقي» على التراتيل التي سيضمّها عملها الجديد ولا على عنوانه، إلا أنه بات شبه مؤكّد أنه سيحتوي على أغنيات من كلماتها. ليست المرّة الأولى التي تكتب فيها الرومي أعمالها، فقد سبق أن كتبت «على قلبي ملك» (ألحان طارق ابو جودة) و«متغيّر ومحيّرني» (ألحان عبد الرب إدريس) من ألبومها الأخير «غزل» (2012).
تجربة جديدة تخوضها صاحبة أغنية «اعتزلت الغرام» (ألحان ملحم بركات)، لكنها ليست غريبة عنها، فهي لا تترك مناسبة إلا وتعبّر فيها عن مدى إيمانها، وحبّها لزيارة الأماكن الدينية في اوروبا والدول العربية. بالعودة إلى باكورة أعمالها الدينية، فقد صوّرت الرومي الاثنين الماضي غلاف الألبوم الجديد بعدسة المصوّر فارس الجمّال، زوج المخرجة انجي الجمّال، في إحدى كنائس مدينة البترون (محافظة الشمال)، وكذلك في شوارع المدينة التراثية. وقد أشرف على إطلالة الفنانة كل من مصفف الشعر جو رعد، وخبيرة التجميل غيتا سعادة، فبدت طبيعية ذات «لوك» مستوحى من أجواء الميلاد الفرحة. وقد يرجع اختيار البترون إلى أنّ الفنانة تزورها باستمرار حيث تجد السكينة، كما أحيت فيها حفلتين ناجحتين في العامين الماضيين في إطار «مهرجانات البترون الدولية». وفضّلت الرومي التكتّم على تفاصيل الألبوم، إذ يرفض شقيقها ومدير أعمال عوض الرومي الكشف عن اسم أيّ ترتيلة أو حتى مؤلفها أو كاتبها، واعداً بالإفصاح عن العمل الجديد خلال الايام المقبلة.
لكنّنا علمنا أنّ الألبوم سيكون من إنتاجها الخاص، ويضمّ نحو 12 أغنية سجّلتها الفنانة في استديوهات الملحّن والموزّع الموسيقي جان ماري رياشي، من دون أن تتعاون معه كما حصل مع «غزل» الذي أشرف عليه. قد يحقّق الالبوم نجاحاً لافتاً، لأنه يشبه شخصية الفنانة، ويصدر في مناسبة هامة. فلا تزال ترتيلتها «يا نبع المحبة» (كلمات مارون كرم، وألحان احسان المنذر ) عالقة في ذاكرة الناس رغم مرور سنوات عدّة على تسجيلها. ومع ارتفاع التأزم السياسي في لبنان، يُعاد بثّ تلك الترتيلة مراراً التي تقول فيها «يا نبع المحبة (...) لا تتخلّى عنا، عينك ع وطنا بالأيام الصعبة». يذكر أنه سبق ماجدة الى تلك الخطوة عدد من الفنانين الذين أصدروا ألبومات دينية في عيد الميلاد، على غرار البوم «كستنا» الذي أصدره الملحن جان ماري رياشي وغنّت فيه يارا وغيرها من الفنانات، وسيُعاد إطلاقه وتوزيعه أواخر السنة الحالية، لأنه يتلاءم مع أجواء الاحتفالات. كذلك أصدر الفنان وائل جسار ألبومين دينيين حملا اسم «في حضرة المحبوب»، و «نبينا الزين» (إنتاج شركة «أرابيكا ميوزك»)، كما يعرف الفنان ملحم زين بتسجيله بعض الاناشيد الدينية. إذاً، قريباً نسمع صوت ماجدة بتراتيل تدخل الطمأنينة إلى القلب في زمن الحروب وصور العنف، فهل ينجح العمل المنتظر؟ أم يكون مصيره كمصير البوم «غزل» الذي لم يحقق أيّ نجاح؟ ومع أيّ فنانين ستتعامل الرومي هذه المرة؟

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani