مع دخول القوى الأمنية ضاحية بيروت الجنوبية أوّل من أمس، استعدت القنوات المحليّة لمواكبة الحدث ميدانياً. وزّعت مراسليها على نقاط تمركز القوى الأمنية لنقل الصورة، قبل أن تنقسم بين ناقل لواقع ما يجري، وواضع للسمّ في الخبر وتحريفه لخدمة مآرب سياسية.
«المستقبل» و mtv أصرّتا على التقليل من أهمية الخطوة، ورأتا أنّ العناصر الأمنية مجرّد «أدوات» بيد «حزب الله» الذي وضع الخطة الأمنيّة ودعا إلى تنفيذها. وعلى طريقتها، «احتفت» القناة الزرقاء بالموضوع، فأوردت في مقدمة نشرة أخبارها: «مرّة جديدة يسقط الأمن الذاتي الميليشياوي ليتبيّن أنّ لا قيمة له، لا في عيون الناس ولا في عيون من يقف وراءه»، معتبرةً أنّ «قوى الأمر الواقع (حزب الله) قرأت فعل الندامة وطلبت من الأمن العودة إلى الضاحية». وفي محاولة للتشكيك باستقلالية العناصر الأمنية، طرحت «المستقبل» سؤالاً وصفته بالـ«حقيقي» هو: «لمن ستكون إمرة هذه
القوى؟».
بدورها، حرّكت قناة المرّ مخيّلتها، متسائلةً: «ماذا لو ضبطت القوى الأمنية المتهمين بمحاولة اغتيال بطرس حرب أو باغتيال رفيق الحريري، فهل ستعمل على توقيفهم؟».
التشكيك بدور القوى الأمنية وتشويه صورتها خلال التغطية، دُعّما بتسليط mtv الضوء على حاجات مدينة طرابلس الأمنية التي ضربها الإرهاب أيضاً، مطالبةً بانتشار أمني فيها أسوةً بالضاحية. مجدداً، استثمر هذا الموضوع في «التشفي السياسي»، فكان نجم الساحة النائب السابق مصطفى علوش الذي حلّ على «الجديد» و mtv مكرّرة الأسطوانة عينها، مؤكداً أنّ ما يحصل في الضاحية هو مجرد «مسرحية الأمن
بالتراضي».
لكن المفاجأة كانت عندما قفزت مراسلة mtv دنيز رحمة فخري في تقريرها عن مدينة طرابلس من الحديث عن الأمن إلى «كشف» إحصاء يفيد بأنّ «70% من سكانها يؤيدون خط ثورة الأرز ضد مشروع حزب الله والنظام السوري». واللافت أنّها لم تذكر اسم الجهة التي أجرت الإحصاء. lbci انضمت إلى هذه الجوقة، قائلةً إنّ «قوى الشرعية وضعت حداً للأمن الذاتي»، واصفة ما حصل بـ«الأمن بالتوافق».
على الضفة الأخرى، كانت مقاربة الحدث مختلفة. لم تنف «المنار» وجود القوى الأمنية في الضاحية سابقاً، موضحةً أنّه لطالما «ناشد أهلها الدولة بتكثيف حضورها». وكانت إطلالة لـ«قناة المقاومة» على غرفة العمليّات المستحدثة لمواكبة الخطة الأمنية والخرائط.
من ناحيتها، قدّمت otv الحدث بسخرية حين قالت: «شمّرت الدولة عن سواعدها ودخلت الضاحية، دخول عمرو بن العاص إلى مصر وخالد بن الوليد إلى حمص وصلاح الدين الأيوبي إلى القدس»، مضيفةً في مقدّمة نشرتها المسائية: «دخلت الشرعية كأنّ الضاحية كانت قبلاً منطقة عاصية تؤوي الطفار والكفار وقطاع الطرق لتطمئن قوى 14 آذار»، مشككةً بفعالية القوى التي أتت «بعديدها وليس بعتادها (...) ويبقى الاتكال على الله والحظ السعيد» لدرء أي خطر قد يدهم المنطقة.