قبل ليلة السبت الماضي، لم تكن نتائج البحث على غوغل توصل إلى شيء إذا كان الهدف نائل طرابلسي. لكن بعد تلك الليلة، تغيّرت المعطيات وتحوّل الطفل السوري نجماً من دون منازع. كان يكفيه أن يقف على منصة Arabs Got Talent ويقول بلهجة حمصية يعشقها جميع السوريين: «أنا كنت أعزف على بيانو لكن راح البيانو مع بيتنا في الأحداث». ثم أكمل مستعرضاً موهبته المميزة ليتحول إلى قبلة لاهتمام السوريين والعرب، خصوصاً أنّه يملك القدرة على اكتشاف النوتات الموسيقية بشكل سماعي، إضافة إلى موهبة العزف. لكن في اليوم التالي للحلقة، رمت المحطات الفضائية الإخبارية شباكها وراحت تصطاد حتى في براءة الطفل وعفويته. الجملة التي قالها طرابلسي تحوّلت إلى عنوان تقرير احتل مساحته في نشرات الأخبار من باب المتاجرة حتى بالمواهب. ظهر الخبر على محطات عربية عدة وأكثرها قناة «العربية» ليس من منظور موهبة الطفل الاستثنائية، بل بالتركيز على الجملة التي قالها عن تدمير المنزل وآلته الموسيقية. راح الخبر يتكرر مرات ومرات بالطريقة ذاتها في حين أفرد موقع «العربية» على الشبكة الإلكترونية مساحة للحديث عن الطفل نائل طرابلسي قوي العزيمة الذي تلقّف الفرصة ليتحدث عن موهبته التي عصفت بها الحرب، في حين علّقت قنوات ومواقع أخرى بأنّ الحرب لم تستطع قتل موهبة الطفل السوري، أو بالإضاءة على ما فعلته الحرب بطرابلسي الذي فقد البيانو وبيت العائلة الذي دمِّر هو الآخر.
هكذا، تكشف تلك المحطات عن نواياها تجاه سوريا حتى في ما يتعلق بمواهب من هذا النوع، خصوصاً أنّ غالبيتها أفلست تماماً ولم تعد «تتوفّق» بحالات سورية تصلح لمادة تلفزيونية في ظل الحرب المسعورة. على ضفة مقابلة، سرق الطفل السوري الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي عندما أُسِّست له عشرات الصفحات التي حملت صورته، بينما حمّل مقطع مشاركته في برنامج المواهب على مختلف مواقع التواصل، وقد حظي بالمئات من التعليقات والتغريدات الافتراضية التي أثنت على موهبته. راح مشاهير سوريا يكتبون على صفحاتهم، متباهين بأنهم من بلد يصنع النجوم ويقدم المواهب بشكل مستمر منتهزين الفرصة لإطلاق نداء يطالب بوقف القتل وإنهاء الحرب. هذا ما فعله المخرج سيف الدين السبيعي والممثل عدنان أبو الشامات، فيما سألت شكران مرتجى عن عدد الأطفال في عمر نائل الذين يحملون سلاحاً بدل الآلات الموسيقية.


Arabs Got Talent: كل سبت 21:00 على lbci و mbc




نحبّك أيها الطفل

كتب السيناريست عدنان العودة على صفحته على فايسبوك: «أصابع البيانو. راحوا بالحرب.. بس بعدهن أصابع نائل» بينما تحمّس النجم السوري جمال سليمان لمواطنه الموهوب نائل طرابلسي، فسارع إلى الكتابة على صفحته الشخصية على الفايسبوك: «بعدما انتشرت صورنا القبيحة في كل مكان الى درجة أنّ المعاني الجميلة بدأت تفارق لقبنا كسوريين، ظهر هذا الطفل الرائع نائل طرابلسي كي يعيد كثيراً من الألق لذاك اللقب». ثم استطرد نجم «التغريبة الفلسطينية» بالقول: «أحبك أيها الطفل الذي لم التق به من قبل وأقول لك أنت من يمثلني»