اختتمت أول من أمس الأحد النسخة الرابعة من معرض Beirut Art Fair الذي شاركت فيه 15 دولة و47 غاليري. التظاهرة التي تطمح إلى محاكاة تظاهرات فنية سبقتها في مدن أوروبية وعربية، لا تزال تفتقر إلى المشاركات الأجنبية القوية، وإلى حضور عربي أكثر تنوعاً سواء على مستوى الأسماء أو الغاليريات، ولكنها في الوقت نفسه تشتغل على تطوير الحدث البيروتي، وعلى استثمار اسم المدينة كمختبر حداثي منفتح على التجريب والفنون المعاصرة، من أجل جذب المزادات والغاليريات وكبار المقتنين أيضاً، ومن أجل فتح آفاق ومسارات جديدة أمام الفنانين اللبنانيين، وخصوصاً الأسماء الشابة التي شهدت الدورة الحالية مشاركة كثيفة لها.
الفكرة الأساسية لهذا النوع من المواعيد الفنية أنّها تقترح حواراً سريعاً ومهماً بين تجارب وحساسيات آتية من بيئات مختلفة، ولكن زوار المعرض لا يتأخرون في اكتشاف أنّ المزاج المعولم سبق له أن صنع صلاتٍ قوية بين هذه التجارب، وأن وجودها المتجاور في لحظة واحدة لا يعكس تبايناتٍ مفصلية. هكذا، يصبح الحدث سوقاً لما هو رائج حالياً في سوق الفن العالمي.
صفة السوق تجعل انعقاده لأيام قليلة طبيعياً، حيث من المفترض أن تجري عمليات بيع واقتناء من قبل جهات فنية أو من الهواة الأفراد. مشاركة أعمال من جنوب شرق آسيا كان جديداً هذا العام، إضافة إلى تظاهرة «أسبوع الفن في بيروت» الموازية للمعرض التي تضمنت عرض منحوتات ومجسمات لفنانين لبنانيين وعرب وأجانب في أماكن متعددة من العاصمة منهم: حسين ماضي، وسلوى روضة شقير، ومنى حاطوم، ومصطفى علي، وفيليب باسكوا.
المعرض نفسه تميز بمشاركات مميزة للغاليريات اللبنانية، فعرضت «غاليري جانين ربيز» لأسماء مخضرمة وشابة مثل: إيفيت اشقر، وريم الجندي، ومازن كرباج، وساندرا عيسى، وقدمت «غاليري أجيال» خلطة من التجارب المتقاربة مثل: أسامة بعلبكي، وعمر فاخوري، وشذى شرف الدين.
أسماء لافتة أخرى توزعت على غاليريات أخرى، نذكر منها: آني كوركدجيان في «آرت سيركل»، وكارولين ثابت في «آرت فاكتوم»، وأحمد معلا في «مارك هاشم»، بينما شارك جان مارك نحاس في برفورمانس مباشر. ومن بين الأسماء الأجنبية، تميزت أعمال لآندي هوب، وداميان هيرست، إضافةً إلى أعمال من الفيليبين وإندونيسيا وماليزيا. أخيراً، نذكر الجناح الصغير الذي خصص لتوقيع كتالوغ Generation war الذي يحتوي على صور فوتوغرافية من زمن الحرب الأهلية، حيث كانت صور سامر معضاد وزملائه تخلق صلة وصل مؤلمة بين حروب سابقة وراهنة لا شفاء منها على ما يبدو.


يمكنكم متابعة حسين بن حمزة عبر تويتر | @hbinhamza