قراءة ممسرحة لأربعة نصوص من إخراج «زقاق»عند حث المشاركين على كتابة نص خيالي، لا يرتبط بقصتهم الشخصية بشكل مباشر بل يستوحي منها للذهاب إلى مكان آخر، تُبنى تلك المسافة التي تملك أثرها الإيجابي من الناحية النفسية على حيوات هؤلاء الشباب. مجرد أن يغير المرء تفاصيل حكايته، فهذا يعطيه قوة ما، اذ يجعله قادراً على تحويل وإعادة تشكيل الواقع بصورة مغايرة، فلا يعود سلبياً أو عاجزاً تجاه ما مرّ به. من هنا، يساعد اختبار الكتابة هؤلاء الشباب على التعامل مع تجاربهم الشخصية وتحويلها. الفلسطينية السورية هديل سهلي القادمة من اليرموك، كتبت نصاً بعنوان «الغارق»، يتحدث عن شاب سوري غرق في البحر. هو مونولوغ ومحاورة ذاتية تستحضر فيها «روح هذا الشاب معاناته الشخصية ومعاناة الشعب السوري بشكل عام» عبر تذكر مشاهد خاصة به وبعائلته. من جهتها، كتبت هنادي الشبطة «أول حصار». تتحدث الفتاة هنا عن حصار اليرموك وتحديداً عن شاب وفتاتين يعانون من «حصار مشاعري أكثر منه جسدي» بحسب وصفها. أما نص دانيا غنايم، فيحمل عنوان «معتقل الياسمين» حول ثلاث شخصيات تعيش تجربة التهجير. كذلك، نقلت هبة مرعي في نصها «رسالة إلهية» تجربة فتاة شابة تنتقل من مخيم اليرموك إلى مخيم شاتيلا. مسارٌ أبرز سماته فقدان الأمل وعدم الشعور بالأمان.
«كيف يمكن للمسرح أن يحسن من شرط حياتنا اليومية؟ وكيف يمكن للكتابة المسرحية أن تمنحنا القدرة على امتلاك فهم أفضل لحيواتنا ولمحيطنا؟» سؤالان شكلا متناً وأساساً لمشروع «منصات للمستقبل». ما من جواب نهائي. هكذا يجيب مضر الحجي. بالنسبة إليه «يعتمد جوهر الكتابة على الشك وطرح الأسئلة والحوار مع الذات والآخر... تلك الآليات تتجاوز الحكاية التي أعمل عليها ككاتب بحيث تصبح جزءاً من حياتي اليومية وهذا يكفي!».
«منصات المستقبل: ختام المشروع وقراءات مسرحية»: 20:00 مساء اليوم ـــ مسرح «دوار الشمس» (الطيونة ــ بيروت). للاستعلام: 01/381290