القاهرة | الخبر الذي نفاه رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة كثيراً قبل أحداث 30 يونيو تحوّل قبل أيام إلى أمر واقع لا مفرّ منه. طليق الفنانة هيفا وهبي أصبح المالك الرئيس لأسهم «المحور»، أقدم قناة خاصة تأسست عام 2001. وأوردت تقارير صحافية أنّ أبو هشيمة يمتلك اليوم نحو 70 في المئة من أسهم القناة، بينما يملك مؤسّسها حسن راتب 25 في المئة من الأسهم. ويتبقّى للشريك الثالث وهو «التلفزيون المصري» خمسة في المئة فقط.
وكان رجل الاعمال قد نفى قبلاً أن يكون قد اشترى أسهماً في المحطة، أو يشارك في تمويلها عبر شريكه رجل الأعمال القطري محمد بن سحيم الذي تردّد قبل أسابيع من عزل الرئيسي محمد مرسي أنّه المالك الجديد لـ«المحور» مع شريكه المصري. لكن بن سحيم لم يظهر أبداً في الصورة بعد ذلك، وظلّ حسن راتب بمفرده هو من يمثّل «المحور» في سوق الفضائيات المصرية طوال الأشهر الثلاثة الأخيرة. يمثل إعلان طليق هيفا ملكيّته علناً للشبكة نقطة تحوّل في أسلوب تعامله مع الإعلام، تضاف إلى إعلانه من قبل شراء أسهم في جريدة «اليوم السابع». يفسّر البعض ذلك بحاجة أبو هشيمة إلى أذرع صحافية تدافع عنه ضدّ حملات هجوم متوقعة، لكونه كان محسوباً على الإخوان المسلمين (رغم نفيه المستمر لذلك). كذلك فإنّ شراكته مع رجال أعمال قطريين عزّزت تلك الصورة. كان أبو هشيمة أبرز الداعين إلى مشروع إقليم قناة السويس الذي كان من أسباب غضب المصريين على نظام الرئيس المعزول. طوال عام كامل من حكم الإخوان للمحروسة، حرص أبو هشيمة على تقديم نفسه كرجل أعمال لا يملك أيّ طموحات سياسية، وأنه ليس مشغولاً بالحضور الإعلامي، ولن يكون تكراراً لنموذج رجل الأعمال المعروف في عهد مبارك أحمد عزّ. وفيما لا يزال أبو هشيمة يحتفظ بقدر من الشهرة بسبب زواجه لثلاث سنوات من صاحبة أغنية «بوس الواوا» قبل انفصالهما العام الماضي، إلا أنّ المحطة التي اشتراها تعاني من انهيار في المستوى، رغم التطوير الذي شهدته في الأشهر الأخيرة، حتى تحوّلت إلى شبكة تضمّ حالياً قنوات «المحور»، و«المحور دراما»، و«المحور 2».
بات مستقبل قنوات «المحور» على المحكّ رغم الأموال التي تدفّقت على الشبكة أخيراً بسبب الفشل الدائم في إقناع الجمهور بأنّ المؤسسة لا تنفّذ أجندات سياسية. والأهم هو غياب الاستقرار والوجوه الاعلامية الجاذبة عن شاشات الشبكة في السنوات الثلاث الأخيرة، وتحديداً بعد خلع الرئيس محمد حسني مبارك حين غادرها نجمها الأول معتزّ الدمرداش إلى شبكة قنوات «الحياة». كذلك ضمّت القناة لاحقاً تامر أمين المحسوب على نظام مبارك، لكنه لم يستمر طويلاً، ثم ضمّت الإعلامي عمرو الليثي الذي كان مقرّباً من القصر الرئاسي في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، قبل أن يغادر هو أيضاً «المحور» قبل أيام، ليصبح السؤال الأهم، هل تنجح أموال أبو هشيمة في عودة الجمهور إلى القناة؟