على صفحة الفايسبوك نحاول أن نكتشف الصبيّة التي باتت بطلة الموسم. مغامرتها المزعومة دارت حول العالم، لم يبق موقع إلا ونقل عن جريدة، نقلت عن وكالة أنباء، نقلت عن تلفزيون، الخبر نفسه ـــ بحرفيّته، كما في بيان أمني أو ترويجي ـــ ويروي تلك الواقعة التي «هزّت أرجاء الجمهوريّة»: «اعلاميّة» أخرى تتعرّض للإهانة على حواجز حزب الله». إعلاميّة؟ أي إساءة، لأي مواطن، مهما كانت مهنته، مرفوضة ومدانة، خصوصاً حين تصدر عن مكان قريب من المقاومة. لكن ماذا حدث؟ وكيف؟ ولماذا؟
وهل حقّاً حدث التجاوز المفترض بالطريقة التي روتها؟ على شاشة الكمبيوتر ضحكتها بريئة على شيء من الدلال، كما بنات عمرها، نظرة ملؤها الاقبال على الحياة، مع حيرة عالقة من المراهقة. «لوكها» ينمّ عن شابة عصريّة ومتحرّرة، مع أن الصور نمطيّة، مطابقة لنموذج المرأة المهيمن في الثقافة السائدة. أفكارها تقدّميّة مبدئيّاً، فالصورة التي تتصدّر الصفحة ليست لأبو إبراهيم أو أحمد الأسير أو سمير جعجع، بل لـ «الحكيم» الأصلي جورج حبش. بورتريه بالأبيض والأسود، كتب إلى يمينه على عرض الصفحة بحرف ضخم، ذلك القول الذي يفترض أنّه للقائد الفلسطيني الراحل: «لسنا ضدّ من يقتدي بالدين لكنّنا ضدّ التطرّف الديني».
مهى الرفاعي طالبة في كليّة الاعلام، أساتذتها يعطون فيها شهادة إيجابيّة: «جيّدة، أشطر بالحكي منها بالفعل». بسيطة يا عمّي، طالبة في السنة الثانية، ما زالت في بداية الطريق. لكنّ ذلك الحادث اللعين على حاجز «غاليري سمعان» وضعها عنوة في دائرة الضوء، فإذا بها رمزٌ من رموز «الحريّة والسيادة والاستقلال». طالبة إعلام، وتعمل في جريدة «الأنوار». بحثنا عن مقالات لها كي نعرفها أكثر، فلم نوفّق. سألنا عنها على سنترال الجريدة: «تعمل في الدوليّات، وقد خرجت الآن». حاولنا أن نتجاذب معها أطراف الحديث عبر الفايسبوك، لكنّها ـــ مثل كل النجوم الذين أتعبتهم مطاردات الـ paparazzi ـــ اعتذرت بلباقة متعاليّة: «مرسي كلّك ذوق، بس أنا ما بدّي صرّح لوسائل الاعلام. الموضوع انتهى. بتشكّرك كتير». (مع إنّك صرّحتِ لشبعتِ!). الموضوع انتهى عندها ربّما، لكنّه لم ينتهِ عند الرأي العام. لقد علقت في الأذهان شهادتها التي لم تبذل أي وسيلة إعلاميّة جهداً بسيطاً لمقاطعتها مع معطيات ووقائع ووجهات نظر أخرى. أما زملاؤها وزميلاتها في الجامعة، فيشنّون عليها حملة قاسية على النت. في «غاليري سمعان» عند أحد الحواجز التي تحمي المنطقة من «هدايا» الربيع العربي، قالت البنيّة: «أريد دولتي!»، فصارت رمز البراءة اللبنانيّة في مواجهة الأشرار. «باسيوناريا» الاعلام النظيف المتأكّد سلفاً من الحقيقة بلا تدقيق. يكفي أن تلاحظ الخفّة وقلّة المهنيّة في تحقيق lbci عن القضيّة، كي تفهم أنّها صارت بطلة ويب دراما بعنوان «الجميلة والوحش». لم تقصد مهى أن تكسر مزراب العين ربّما، لكن كل الضيعة تتحدّث عنها، والـ «حرقوصيّون» الجدد هبّوا لتوظيفها في آلة البروباغاندا ضد المقاومة. كلا الموضوع لم ينته مهى، وستتواصل أبلسة المقاومة في الاعلام. ليتك تسألين جورج حبش رأيه في كل ذلك.
يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر | PierreABISAAB@
2 تعليق
التعليقات
-
الحرقوصيونعزيزي بيار: مع الإحترام الكامل لمقاومتك الإيرانية - الأسدية المجيدة والفريدة من نوعها في العالم المستمدة من فكر ماركسي خالص يحترم التعددية الفكرية والسياسية، لا بل يعمل على إعلاء شأنها وتقويتها، إستعمالك للحرقوصية -- نسبة لعمر حرقوص، المناضل الشريف وصاحب التجربة الحزبية الماركسية الذي اختار في محطة معينة أن يكون إلى جانب خيارات محسن ابراهيم وجورج حاوي وسمير قصير في اعتبار النظام السوري علة العلل -- لا يقلل من شأنه ولا من شأن ثلة من مناضلي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي اخترت، مثل كثيرين من أفضالك، وعن سابق تصور وتصميم، أن تهمشها وتتنكر لتاريخها المشرف عبر مادة صحفية أقل ما يقال فيها أنها تبخ السم في حليب شرفاء هذا الوطن من أمثال عمر حرقوص ورفاقه الذين يشبهون جورج حبش إلى حد التماهي معه في الخيارات التي اتخذها في سنواته الأخيرة بعد فترة طويلة من عملية نقد ذاتي ومرحلي مهمة وعميقة وشاملة كما فعل من قبله رفاقه في النضال محسن ابراهيم وجورج حاوي. "الحرقوصية" التي تتكلم عنها هي شرف لا يقل أبدا عن شرف من تدعي الدفاع عنه في غوبليزية قل نظيرها...
-
أمر ماالغيب إنو شباب حزب الله مؤدبين ليسوا شتامين ولو خرجت الشتيمة من أحدهم لقلنا زلة لسان أو قلة أدب لكن في مقابلتها مع تلفزيون الحريري قالت إن الشباب الحزب انهالوا عليها بالشتائم وهذا ما يثير الشكوك حول رويتها إذ أنه أمر تكاد تخلو منه كل الأحزاب فكيف بمن عرفوا بحسن أخلاقهم وجميل تعاملهم