أول من أمس، أُسدل الستار على الدورة السبعين من «مهرجان البندقية السينمائي»، وارتأت لجنة التحكيم التي ترأسها السينمائي بيرناردو بيرتولوتشي منح جائزة «الأسد الذهبي» للوثائقي الإيطالي Sacro GRA لمخرجه جيانفرانكو روسّي (الصورة) الذي يحكي قصص أناس يعيشون بالقرب من الطريق السريع المحيط بروما. «الأسد الفضي» لأفضل مخرج حازه اليوناني اليكساندروس افراناس عن الشريط الأعنف في المهرجان «آنسة عنف» الذي نال فيه بطل الفيلم ثيميس بانو جائزة أفضل ممثل أيضاً. جائزة لجنة التحكيم ذهبت إلى «كلاب شاردة» لتساي مينج ليانغ، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى إيلينا كوتا عن دورها في Via Castellana Bandiera، وجائزة أفضل سيناريو ذهبت لسيناريو «فيلومينا» للبريطاني ستيفن فريرز. ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة لشريط الألماني فيليب غرونينغ «زوجة ضابط الشرطة». عموماً، بقي الجدل في هذه الدورة مقتصراً على محتوى الأفلام. بالنظر إلى الأعمال المتنافسة، رأينا ثيمات تغلب عليها السوداوية والعنف. بين السياسة والواقع الاجتماعي، طرحت قضايا العنف والعلاقات العائلية والمثلية والجنس والسلطة بأشكال متعددة. من بين الأفلام التي حملت طرحاً سياسياً، جاء وثائقي إيرول موريس «المعروف المجهول» ليضع وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد أمام الكاميرا راوياً سيرته المهنية. وقدّم بيتر لاندسمان «باركلاند» الذي تناول حادثة اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي من زاوية أخرى، فيما صوّر الإسرائيلي عموس جيتاي «أنا عربية» بلقطة واحدة متناولاً مجتمعاً من المنبوذين العرب واليهود الذين يعيشون معاً. اجتماعياً، قدم البريطاني ستيفن فريرز «فيلومينا» عن بحث أم كاثوليكية ايرلندية عن ابنها الذي اجبرت عن التخلي عنه. الألماني فيليب غرونينغ قدم في «زوجة رجل الشرطي» دراما العنف العائلي، وقارب اليوناني اليكساندروس افراناس أزمة اليونان و«أزمة القيم» كما وصفها في فيلمه «آنسة عنف»، إذ يروي قصة بحث في أسباب انتحار طفلة ذات 11 عاماً. بينما قدم الماليزي الصيني كاي مينج ليانغ في «كلاب شاردة» دراما عن أب وأطفاله يصارعون قسوة الحياة اليومية في تايبيه. من ناحيته، جاء الحضور العربي خجولاً، ممثلاً بفيلم «الأسطح» للجزائري مرزاق علواش. هل كانت الدورة السبعون ناجحة؟ نعم رغم أنّ الموضوع المالي يبقى المؤرق الرئيسي. لهذا يبقى جلب العروض الأولى مسألة حياة أو موت، فهي التي تضمن بقاء المهرجان في موقعه الجذاب.