سيكون الثالث والعشرون من الشهر الجاري اليوم الأخير في مشوار نجاة شرف الدين مع قناة «المستقبل». الإعلامية التي عرفت برصانتها وجدّيتها قدّمت استقالتها أوّل من أمس لإدارة المحطة التي وافقت بدورها على قرارها من دون أيّ محاولة لإقناعها بالعدول عن موقفها.
وكانت شرف الدين قد انضمت إلى فريق الشاشة الزرقاء في آذار (مارس) عام 1993، وكانت يومها أحد أعمدة المؤسسة، وعرفت بهدوئها في إدارة الحوارات المتنوّعة.
لكن قبل سنة، قلّصت المحطة مهمات شرف الدين، فجمّدت برنامجها «ترانزيت» بحجة غياب الإمكانات الإنتاجية، لتتولّى الإعلامية مهمّة تقديم نشرات الأخبار فقط. وتكشف مصادر مقرّبة من شرف الدين أنّ المقدّمة وجدت نفسها أمام خيارين: إما أن تواصل تقديم الأخبار من دون التفكير في أي برنامج جديد، أو الاستقالة نهائياً، فاختارت الاحتمال الثاني.
كما أنّ المشاكل المادية التي تعانيها المحطة دفعتها إلى الاستغناء عن عدد كبير من موظفيها في منتصف العام الماضي، ما جعل الإعلامية تفكّر بأنّها لن تخسر شيئاً في حال تركها
عملها.
تدهور وضع القناة لا حلول له تلوح في الأفق، فيما خبرتها الطويلة التي تمتدّ على عشرين عاماً لا تجد تقديراً من قبل المحطة. وتشير المصادر عينها إلى أنّ المحسوبيات في «المستقبل» باتت علنية، ولعلّ أبرز مثال عليها حال سحر الخطيب التي عرفت بصراخها الدائم في حواراتها. قدّمت الخطيب استقالتها العام الماضي بسبب صرف زوجها هاني حطيط الذي كان يعمل في «المستقبل»، لكن سعد الحريري قَبِل الإبقاء على معاشها من دون أن تداوم في مقرّ القناة في بيروت.
وبالعودة إلى موضوع استقالة نجاة شرف الدين، تلتزم صاحبة «لماذا الطائف» (2005) الصمت حيال خطوتها، لكن مقرّبين منها أكّدوا أنّ قرارها الجديد لا رجوع عنه. كما توضح المصادر أنّ الإعلامية لم تتلق أيّ عرض عمل بعد، وهي لا تفكّر في ذلك حالياً، فهي ستكون في فترة إجازة مع عائلتها. ليست شرف الدين الوحيدة التي تركت المحطة أخيراً، بل انضمت إلى مجموعة من موظفي قسم الأخبار الذين تركوا «المستقبل»، وأهمهم: دارين الحلوي، عمر حرقوص ومها حطيط. وكان الثلاثي من مؤسسي قناة «الإخبارية» التي ولدت أواخر عام 2007، وقاموا بتغطية أبرز الأحداث السياسية على الأرض. وقد وجد هؤلاء أنّ «الحمل» بات ثقيلاً عليهم في ظلّ تقليص عدد الموظفين في «المستقبل»، وفي الوقت ذاته تأخير معاشاتهم لأشهر. وأخيراً، فتحت «المستقبل» باب الاستقالات لديها، وأخبرت موظفيها بأنّ من يريد ترك وظيفته يمكنه ذلك، لأنّ الأوضاع المادية لن تتحسّن. كما أخبرهم القائمون على المحطة بأنّ دفعة جديدة من صرف الموظفين سوف تعلن قريباً، مستغلّين حجّة التطورات السياسية في العالم العربي.