دمشق | استجابةً لنداء حملة «على أجسادنا» التي أُطلقت رسمياً في دمشق في الأوّل من أيلول (سبتمبر) الحالي، يخيّم أكثر من 100 متطوّع سوري على جبل قاسيون المطلّ على العاصمة السورية كدروعٍ بشرية بغية حماية أبراج البث الإذاعي والتلفزيوني تحسباً لعدوان أميركي مرتقب قد يستهدفها.
بدأت القصة بنداءات تلقتها الإعلامية اللبنانية أوغاريت دندنش من مواطنين سوريين وعرب، تطالب بفتح باب التطوع لحماية المنشآت الاستراتيجية في سوريا، مما يبيّت لها من عدوان. يقول الصحافي رامي منصور الناطق باسم الحملة لـ«الأخبار»: «نحن تعاونّا مع أوغاريت لتهيئة الظروف لمن يريد أن يقوم بهذا الدور». وأكّد منصور أنّ «حملة «على أجسادنا» غير مدعومة من أي طرف سياسي في سوريا». رغم أنّ الحملة مدعومة من إذاعة «نينار أف. أم.» (رامي مخلوف)، إلا أنّ العديد من الداعمين لها غير محسوبين على أي طرف سياسي كشكران مرتجى وغيرها ممن يرى ويؤمن بضرورة تخطي الانقسامات الداخلية، فالأولوية الآن هي التصدّي للعدوان الأميركي المحتمل على الشام.
بدأت الحملة تلقى رواجاً متزايداً على فايسبوك بدءاً من لحظة إطلاقها الافتراضي في يوم 30 آب (أغسطس) الفائت، ليصل عدد المعجبين بهذه الصفحة إلى حوالى عشرة آلاف، منهم مشاهير وشخصيات إعلامية، وفنيّة سورية كالممثلة ديمة الجندي، والمخرج أسامة الحمد، إضافةً إلى انضمام الممثلة والمنتجة لورا أبو أسعد، والسبّاح فراس معلا إلى اللجنة المنظمة التي عقدت مؤتمرها الصحافي الأوّل في أحد فنادق دمشق الشهيرة في بداية الشهر الحالي.
وأضاف رامي منصور «فوجئنا بعدد الأشخاص المنضمين إلى الحملة ممن تجمّعوا في ساحة الأمويين الدمشقية بمجرد إطلاقها رسمياً. وساعد المتطوعون على نصب الخيم على جبل قاسيون المطلّ على دمشق، بعد اختيار أبراج البث الإذاعي والتلفزيوني كهدف أوّل لحماية البث الوطني من التشويش، إذا وقع العدوان كما حدث سابقاً في ليبيا. ومن المتطوعين مَن يقضي وقته هناك منذ أيام، وآخرون تبرّعوا بمستلزمات التخييم وما يساعد على استمرار المتطوعين».
وأعلن منصور أنّ نية المشاركين في حملة «على أجسادنا» تتجه خلال المرحلة المقبلة إلى حماية منشآت أخرى من جانب متطوعين في مدينتي طرطوس واللاذقية؛ مضيفاً: «الاستعدادات ماضية في هذا الاتجاه، بينما تواصل الحملة استقطاب الراغبين في الانضمام إليها، وبتلقي التبرعات العينية لاستمرارها».
الفنّانة لورا أبو أسعد، إحدى عضوات اللجنة المنظمة للحملة؛ أبدت إعجابها بعدد المتجاوبين مع المبادرة، مشيرةً إلى أنّها لم تتردد في دعمها والانضمام إليها. بمجرد الاتصال بها هاتفياً في منتصف الليل، كانت إلى جانب المنظمين في اليوم التالي. تحدثت أبو أسعد لـ«الأخبار» عن الأجواء الإيجابية التي سادت المؤتمر الصحافي، وحماسة المتطوعين الذين تجمعوا بأعداد كبيرة بعد ساعات في ساحة الأمويين، لينطلقوا إلى قاسيون، وينصبوا الخيم. وتمنّت قضاء ليلتها معهم، لولا ضرورة بقائها إلى جانب طفلها الرضيع.
ورأت لورا أبو أسعد أنّ سر نجاح الحملة يكمن في أنّها غير مرتبطة بأي جهة، «فالعدوان على الوطن خط أحمر، ولا يمكن أن يختلف عليه السوريون مهما كانت توجهاتهم السياسية».