هذه الأيام، تعيش استديوهات قنوات mbc في منطقة ذوق مصبح (شمالي بيروت) ضجّة عارمة. إذ تصوّر فيها باقة من البرامج، أهمها «نوّرت» الذي تقدّمه المغنية اليمنية أروى في استديوهاتها، إضافة إلى برنامج «كلام نواعم»، كما يتمّ تحضير المشتركين للموسم الثاني من برنامج The Voice. لكن يبدو أنّ تلك الأعمال التلفزيونية قد تكون الأخيرة التي تصوّر في ديارنا إذا ما وقعت الضربة العسكرية الأميركية على سوريا، وخصوصاً بعدما دشّنت الشبكة السعودية قبل شهرين استديوهات «O3 للإنتاج الدرامي» في «مدينة دبي للاستديوهات» التي تعدّ الأكثر تطوّراً في الشرق الأوسط (الأخبار 16/7/2013).
أمس، انتشرت أخبار في وسائل الإعلام تؤكّد انتقال القناة السعودية إلى دبي لتصوير الموسم الثاني من برنامجيها الفنيين The Voice وArabs Got Talent، ما اعتبر الصفّارة الأولى لترك القناة السعودية استديوهاتها في أراضينا. إلا أنّ المتحدث الإعلامي باسم مجموعة «ام بي سي» مازن حايك ينفي تلك الأخبار، قائلاً لـ«الأخبار» إنّ القناة وضعت احتمال نقل تصوير The Voice إلى الإمارات، إذا وقعت الضربة العسكرية على سوريا. وأوضح حايك أنه في حال بقاء الأوضاع السياسية كما هي عليه اليوم في لبنان، فسيستمرون في تصوير جميع البرامج في بيروت من دون تعديلات. وكشف حايك أنّ المحطة حريصة على الإنتاج في بيروت. أما بالنسبة إلى Arabs Got Talent، فيعتبر حايك أن من المبكر الحديث عن الحلقات المباشرة منه، علماً بأنّ القناة السعودية وlbci تستعدّان لعرض مرحلته الأولى المسجّلة في 14 أيلول (سبتمبر) الجاري، على أن ينطلق تصوير الحلقات المباشرة لاحقاً. يشبّه حايك الاحترازات التي اتّخذتها mbc أخيراً بشأن تصوير برامجها في بيروت، بالقرارات التي اتخذتها في مصر. عند اندلاع الأحداث في مصر، طرحت «ام بي سي» على العاملين إمكانية سفرهم إلى الخارج في حال تدهور الوضع أكثر. في جولة على بعض القنوات التلفزيونية الخليجية التي تملك مكاتب في بيروت، على غرار قنوات «أبو ظبي» و«روتانا»، يطمئن العاملون الى أنّ الأمور تسير فيها على ما يرام، ولم يطرأ أي تعديل على عملهم.



على خطى محمد عبده

ليس بإمكان الـ mbc حسم شيء الآن في ظلّ الأوضاع الأمنية السيئة التي يعيشها لبنان بعد انفجاري الضاحية الجنوبية وطرابلس. وإذا كان المبدأ أنها باقية لتصوير الاختبارات الأولى من The Voice في بيروت، فإن المحطة السعودية تتحسّب للأسوأ في الأيام المقبلة، إذا ما نفّذت ضربة عسكرية ضد سوريا. لن تخاطر في دعوة فنانين إلى بيروت للمشاركة في الحفلات المباشرة لبرامجها. وإذا كان اللبنانيون مضطرين للتأقلم مع الظروف والعودة إلى الملاجئ في حال حدوث الأسوأ، فإن الفنانين أنفسهم سيرفضون المجيء، كما حصل مع محمد عبده في الحلقة الختامية من «أراب آيدول 2»، حين اعتذر عن عدم المشاركة قبل ساعات من موعدها.