ليس سراً أنّ mbc ترى في الدراما التركيّة أحد أهم رهاناتها. المجموعة السعودية التي أطلقت موجة «التركي»، مع مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع»، عزّزت شبكاتها البرامجيّة بمسلسلات بالجملة تروّج للسياحة في إسطنبول منها الموسم الثاني من «عشق وجزاء»، والموسم الأخير من «على مرّ الزمن»، و«حب في مهب الريح» وتعرضها mbc4، فيما تعيد «mbc دراما» عرض حلقات «فاطمة».
أما mbc1، فتعرض «ويبقى الأمل»، و«20 دقيقة»، و«طبّاخ السلطان» وغيرها. مساء غد، تُطلق mbc4 برنامج «إكسترا تركي» مع مقدّمة الإعلامية السوريّة ليانا دحدوح في تجربتها التلفزيونية الأولى. هكذا، تمنح القناة المهووسين بمهند ونور وفاطمة وكريم وأخواتهم من النجوم الأتراك، فرصة اختراق كواليس التصوير والتعرّف إلى الآتي من الإنتاجات الزاحفة إلينا بغزارة في المستقبل القريب.
يضيء البرنامج على النشاطات الدراميّة والفعاليات الفنية في إسطنبول، كذلك ستتيح الحلقات متابعة الحركة السينمائيّة في بلاد الأناضول وملاحقة أخبار موسيقاه وأغنياته الحديثة. وفي محاولة لـ«تشويق» الجمهور، نشرت دحدوح على صفحتيها الرسميتين على فايسبوك وتويتر صوراً تجمعها بالمشاهير من كواليس الحلقات التي يفترض أن تبصر النور خلال الفترة المقبلة.
لم تكن mbc أوّل من هلّل لتصوير هذه المسلسلات، والتقى أبطالها وحاورهم على «أرض العثمانيين»، بل سبقتها قناة «الحياة» المصريّة، بتقديم برنامج أسبوعي بعنوان «الحياة تركي»، حيث كانت سالي شاهين تطرح أسئلتها باللهجة المصريّة، على نجوم المسلسلات التركية الذين يجيبونها باللهجة السوريّة. ولعل خبر إطلاق mbc برنامج جديد على شبكتها لموسم الخريف ما كان يستحق أكثر من إشارة بسيطة لولا تزامن إطلاقه مع قرار مصري بمقاطعة الدراما التركيّة والتزام مجموعة «أبو ظبي للإعلام» و«مؤسسة دبي للإعلام» بالقرار. لكن يبدو أنّ مجموعة mbc ترفض تماماً فكرة التخلي عن هذه الأعمال، لأنّها الموزّع الأوّل لها على الفضائيات العربيّة من خلال شركة «O3 للإنتاج».
بعد قرار المقاطعة (الأخبار 21/8/2013، و22/8/2013)، سيطرت حالة من الغضب على معظم الفنانين الأتراك إثر إيقاف الفضائيات المصريّة عرض أعمالهم بسبب الموقف التركي من الملف المصري. والسؤال: هل تخطئ mbc إذا لعبتها «تجاريّة»، وغلّبت مبدأ الربح على أي شيء آخر؟ وهل تتحدى مصر بقرارها وتغضب المقاطعين؟ والأهم: هل الرد على سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المتضامنة مع الإخوان تستدعي معاقبة صنّاع الدراما التركيّة وأبطالها، أولئك الذين يرفض بعضهم سياسة رئيس حكومتهم رجب طيّب أردوغان ويتظاهرون في ساحة «تقسيم»، أم ربما يجب إجراء عملية تقنين للبضاعة التركية التي كانت تملأ أسواق مصر؟

«إكسترا تركي» كل خميس 23:00 على MBC4