كان من المتوقع أن يُصنع فيلم عن ستيف جوبز (1955_2011) فور صدور سيرته الذاتية الرسمية. «سوني» اشترت حقوق الكتاب، لكن المخرج الأميركي والتر مايكل ستيرن سبق «سوني» وقدم فيلمه Jobs الذي يروي حياة أيقونة شركة «آبل». فيلمان إذاً عن حياة جوبز. وفيما يُستكمل تصوير الأول، أطلق الثاني في الصالات مترافقاً مع موجة نقدية سلبية.
في شريط ستيرن نتابع حياة جوبز منذ أن تخلى عن إكمال دراسته إلى صدور أول نسخة من الآيبود الذي غير وجه صناعة الموسيقى، ولكن البعض انتقد استعجال الشريط الذي أُعلن بعد مغادرة ستيف للشركة ليبدأ علاجه من السرطان. يبدأ الفيلم من عام 2001 أثناء تقديم ستيف (آشتون كوتشر) للآيبود، قبل أن نعود إلى عام 1974 حيث ترك جوبز تعليمه لعدم قدرته على دفع الرسوم. يغادر جوبز المتأثر بالروحانيات الشرقية إلى الهند مع صديقه دانيال كوتكي (لوكاس هاس) مدة سبعة أشهر بحثاً عن الإلهام الروحي، ويعود لاحقاً إلى كاليفورنيا للعيش مع والديه بالتبني. هناك، يندهش ستيف بالحاسوب الشخصي الذي بناه صديقه العبقري ستيف وزنياك (جوش غاد)، فيقرران العمل معاً. يختار ستيف اسم «آبل كمبيوترز» للشركة الجديدة، لتبدأ الرحلة من كراج المنزل بعد استثمار من بول تيريل في إنتاج النسخة الأولى من الجهاز. لاحقاً، وبعد تخلي تيريل عن دعم الشركة لعدم رضاه عن النسخة المنجزة، يضطر جوبز إلى البحث عن مستثمر آخر، ليجد منقذه مايك ماركيولا وتبدأ الشركة في إنتاج النسخة الثانية من الحاسوب الذي أطلق عام 1977 وأحدث نجاحاً هائلاً. يتابع الشريط بعد ذلك رواية أحداث أخرى في سيرة جوبز، كعلاقته بزوجته وابنته وحتى مغادرته الشركة عام 1985 وتأسيسه لشركته الخاصة، ثم عودته إلى «آبل» مرة أخرى. هكذا، اهتم الفيلم بالأحداث المهمة في مسيرة حياة جوبز على حساب تقديم بورتريه سينمائياً متوازناً لشخصيته المعقّدة، وخصوصاً جوانبها السلبية. في مراجعته، لاحظ غالين غرومان أن الفيلم يكتفي بتقديم بعض سلبيات شخصية جوبز بما يخدم الفيلم فقط، مع التغاضي عن الصورة الكاملة. من ناحية أخرى، يأتي أداء كوتشر في دور جوبز مقنعاً في مراحله المختلفة، من هيبّي روحاني إلى أيقونة للتكنولوجيا، وهو ما يحمل ثقل الفيلم بالدرجة الأولى. شخصية جوبز المعقدة لم تتسع لشريط ستيرن الذي لم يخلُ من مشاهد متخيلة أيضاً، وربما نجح الفيلم الآخر المرتقب في تفادي أخطاء الأول.