يبدو معرض «أعمال أخيرة» مثل استراحة صيفية بين المعارض الفردية في الأجندة السنوية لـ«غاليري جانين ربيز». يضم المعرض أعمالاً أنجزها 24 فناناً وفنانة في العامين الماضي والحالي. بعض هذه الأعمال عُرضت سابقاً ضمن معارض كاملة، كما هي حال لوحات مازن كرباج وريم الجندي وجميل ملاعب وأوغيت كالان وهنيبال سروجي وأرا زاد ولور غريّب، وبعضها عُرض في أمكنة أخرى، أو يُعرض للمرة الأولى لدى ربيز كما في أعمال أحمد قليج، وساندرا عيسى، وشفى غدار، ومحمد سعد، وزينة بدران. كثرة المشاركين ضاقت بها مساحة الغاليري التي لجأت إلى تعليق بعض اللوحات على ستاندات متحركة يمكن جرّها وإخفاؤها في أحد الجدران. هناك حميمية في تجاور أعمال يشارك أصحابها بانتظام في نشاطات «جانين ربيز»، وباتت طموحاتهم وحساسياتهم محسوبة ومرتبطة بالطموحات الفنية والثقافية للغاليري العريقة.
الحميمية تجعل المعرض أشبه بحواضر البيت، أو فائض المعارض التي يستضيفها سنوياً. رغم ذلك، هناك رهانٌ على الأسماء الشابة والجديدة، وهو ما نراه في تنسيق الأعمال المعروضة، بحيث تكون أعمال هؤلاء هي أول ما يصنع انطباعات المتلقي الذي ينتبه إلى أن زحمة الأسماء، وتنوع التجارب، لا يمنعانه من العثور على خيطٍ رفيع يجمع الموضوعات المتعددة المنجزة بتقنيات وأمزجة مختلفة أيضاً. خيطٌ يمكن أن يبدأ من لوحة بعنوان «حالياً في سوريا» لكرباج، ويستمر بلوحات مثل «رحلة إلى غزة» لريم الجندي، وأخرى بلا عنوان لأحمد قليج يرسم فيها وجهاً يطلُّ من فجوة أحدثتها قذيفة في جدار منزلٍ سوري، قبل أن نرى تأويلاً لافتاً للحالة ذاتها في لوحة «ذلك الصيف» التي رسمت فيها ساندرا عيسى رجل كاوبوي وراء مدفع دوشكا رأينا مثله في فيديوهات الجماعات المسلحة في ليبيا وسوريا.
في الجوار القريب من هذه الصورة، تحضر لوحة لور غريّب «مين البطل ومين العميل»، ولوحة منصور الهبر الساخرة من انقطاع الكهرباء وهدير المولدات في لبنان. في لوحة «لا تعبث بلبنان»، يقول أرا زاد شيئاً مماثلاً، لكنه يضع فكرة الواقع داخل إطار أوسع وأكثر عبثاً، في تجهيز صغير يضم ساعات يد تتدلى من قضيبٍ معدني، وقد استُبدلت ميناءاتها بوجوه مرسومة بالألوان. «إلى أين؟»، يقول كرباج في لوحة أخرى، كأنه يختزل الفكرة ذاتها في سؤال وجودي يمزج دمار الواقع مع الأفق المسدود. الإصغاء إلى مجريات ما نعيشه اليوم يصنع هويةً غير متعمدة لهذا المعرض الجماعي، لكنه لا يحصر التجارب المشاركة فيها. لوحات ملاعب وكالان وسروجي وجوزيف حرب، على سبيل المثال، هي جزءٌ من سياق تجاربهم المشغولة بسرد عوالم ومناخات أخرى.



Recent Works: حتى 23 آب (أغسطس» ــ «غاليري جانين ربيز» (الروشة). للاستعلام: 01/868290