ربما أصبح من المعتاد أن ينسب كثيرون من الإعلاميين مقالات أو معلومات لأنفسهم من دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية والأدبية. في 9 تموز (يوليو) الحالي، نشر موقع بنت جبيل الإلكتروني bintjbeil.org تقريراً خاصاً تحت عنوان «عائلة أم أحمد ينهشها الجوع والفقر». تحدّث التقرير عن مأساة أم أحمد (78 سنة)، ابنة بلدة عيتا الجبل الجنوبية، وهي «مقعدة تعيش مع إبنها أحمد ( 50 سنة) المعوّق في منزل مهمل تعبث في أرجائه الفئران، ويخلو من كل مقوّمات الحياة المعروفة»، وفق ما قالت محاسن منصور لـ«الأخبار» كونها تواصلت مع إدارة الموقع لتسليط الضوء على هذه المأساة.
ولفت منصور إلى أنّها «سمعت نداء أم أحمد وهي تستغيث جوعاً». مدير موقع بنت جبيل حسن بيضون أكد أنّه بعد ثلاثة أيام على نشر التقرير، إتصل عدد كبير من مغتربي بنت جبيل ومتابعي الموقع بإدارته معبّرين عن رغبتهم بتقديم المساعدة، فيما وصلت قيمة التبرعات حينها إلى ما يقارب 6000 دولار أميركي. بحسب بيضون، فإنّه لـ«المصادفة» عرضت «الميادين» بعد ثلاثة أيام تقريراً عن الأسرة المهملة. وبعدما بدأت إدارة الموقع أعمال الترميم في منزل أم أحمد على نفقة المتبرعين، اتصلت قناة «الميادين» بمحاسن منصور التي كانت تتابع ما يجري، طالبين منها إعلامهم بوقت إنتهاء الورشة وعودة أم أحمد بعدما انتقلت مؤقتاً إلى منزل أحد أقربائها، وفق ما قالت منصور لـ«الأخبار». وأشارت إلى أنّهم «صوّروا المنزل أثناء أعمال الترميم، لكنني حصلت على وعد منهم بأن يذكروا في تقريرهم جهود موقع بنت جبيل، ودور المتبرعين في ذلك». وقال بيضون إنّه بعد ذلك بوقت قصير، أعادت «الميادين» نشر تقرير إخباري جديد ذكرت فيه أنّ «أسبوعاً مضى على عرضنا للقضية المنسية، لتتحرك مشاعر أهل الخير في شهر الخير»، من دون الإشارة إلى موقع بنت جبيل ولا إلى منصور. وتابع بيضون أنّ المحطة اكتفت بعرض مقابلة مع مسؤول العلاقات العامة في لجنة الإمداد الخيرية يعقوب قصير متجنبين نقل شكره لـbintjbeil.org. «الأخبار» إتصلت بمعدة التقرير في «الميادين» بيسان طرّاف التي قالت أنّ لا علم لها بما نشره موقع بنت جبيل: «لقد عرضت فكرتي كصحافية، وذهبت إلى المنزل بناء على طلب جمعية الإمداد الخيرية الاسلامية». لكن بيضون اعتبر أنّ «طرّاف تفنّنت في تسجيل تقريرها على طريقتها. مع بدء ورشة التصوير، قدّمت معونة غذائية متواضعة، وواكبت سرّاً مراحل الترميم والتأهيل، ثم صوّرت أم أحمد أثناء عودتها إلى المنزل، متناسية ذكر المتبرعين ودور محاسن منصور». واعتبر بيضون أنّه «أهم ما في الأمر هو أنّ مصداقية موقعنا أهينت، لأنّ إلغاء دورنا في مساعدة هذه العائلة ونسب الأمر إلى القناة دفعا العديد من المتبرعين إلى التساؤل عن الأموال التي دفعوها لنا للمساعدة، ما أحرجنا كثيراً»، خاتماً كلامه بالقول: «نأمل تصويب الخبر».