رغم الانتقادات الكثيرة التي طالت دعوة عبد الفتاح السيسي لنزول المصريين إلى الشارع وتفويض الجيش محاربة الإرهاب، أجمع الوسط الفني على الاستجابة. ورأى المنتقدون أنّ الدعوة بمثابة تصريح بالقتل، مطالبين بأن يقتصر التفويض على «العناصر الإرهابية فقط»، وضمان عدم امتداده إلى المعتصمين السلميين أيّاً كانت مواقفهم السياسية.
أما الطرف المؤيّد للسيسي، فرفض كل هذه الانتقادات، وخصوصاً النجوم الذين اعتبروا الإرهاب غولاً حقيقيّاً يهدّد المصريين بعد عزل محمد مرسي. بعد مشاركة النجوم الأقوياء في تظاهرات «30 يونيو»، تكرّر المشهد أمس الجمعة في المسيرة التي انطلقت من أمام وزارة الثقافة في حيّ الزمالك في القاهرة ومرّت بدار الأوبرا، قبل أن تنتهي عند ميدان التحرير. وكانت المسيرة سبقتها أول من أمس دعوة أطلقها الوسط الفني نفسه لوقف عرض المسلسلات على التلفزيون المصري وتسع قنوات خاصة (الأخبار 25/7/2013). بعدها، توالت التصريحات المؤيدة للفريق السيسي على طول الخط. فقد رأى عادل إمام أنّه يجب على الشعب الاستجابة لنداء الجيش كما فعل الأخير في «30 يونيو». ورفض «الزعيم» المقارنة بين السيسي وجمال عبد الناصر، فـ«لكلّ مرحلة رجلها، والسيسي رجل المرحلة»، فيما أكّدت يسرا أنّها حرصت على التفرّغ للمشاركة في التظاهرات، إذ توّجهت إلى قصر الاتحادية وميدان التحرير من أجل مشاركة المتظاهرين المؤيدين للقوات المسلحة. ورأت الممثلة المصرية أنّ «الجيش تفهّم طلبات المصريين واستجاب لهم سريعاً، لذا علينا أن نستجيب لهم عندما يطالبوننا بالنزول إلى الشارع». وأكّدت ثقتها بقدرة القوات المسلحة على الاستجابة لمطالب الشعب مع الرئيس المؤقت عدلي منصور. الأمر نفسه أكّدته المخرجة إيناس الدغيدي التي أعربت عن دعمها للجيش في مواجهة الإرهابيين وإعادة فرض الأمن. ورغم عدم مشاركة نبيلة عبيد في التظاهرات، أكدت مساندتها للمتظاهرين ودعوة الجيش، مشيرة إلى أنها تكتفي بالمتابعة التلفزيونية لما يحدث في الشارع، بسبب حالتها الصحية التي لا تسمح لها بالحضور في أماكن التجمعات. ورغم إقامته في أميركا بسبب خضوع زوجته للعلاج، حرص الممثل والمخرج محمد صبحي على التواصل مع القنوات المصرية لنفي التصريحات المنسوبة إليه عبر بوابة جريدة «الحرية والعدالة» الإخوانية التي ادّعت أنّه رفض تلبية دعوة السيسي. وأشار صبحي إلى أنّه لا يمتلك أيّ حساب على فايسبوك وتويتر، وأن البعض يلفّق له تصريحات غير حقيقية لأغراض سياسية، مؤكداً أنّ «مصر باتت على موعد حاسم لاستئصال الخلايا السرطانية التي تهدّد وحدتها»، في إشارة إلى الإخوان المسلمين. كذلك، انضم إلى قائمة الفنانين المؤيدين لدعوة السيسي: محمد هنيدي، وسمية الخشاب، وليلى علوي، وإلهام شاهين، وهاني سلامة، إضافة إلى أعضاء مجالس النقابات الفنية الثلاث. ورغم هذا التأييد الجارف، لم يخلُ الأمر من أصوات معارضة، إذ رفض عمرو واكد الذي يعدّ أحد أبرز وجوه «ثورة يناير» دعوة السيسي، وغرّد على تويتر «بجد أول مرة ما بقاش عارف أعمل إيه. لن أفوّض أحداً لقتل أيّ حدّ، وحتى لو كان الحدّ ده محتاج يتحبس أو يتنفي بعيد»، فيما واصل الممثل الكوميدي أحمد عيد رفضه لما سمّاه الانقلاب على الشرعية، بينما اعتصم خالد الصاوي وخالد أبو النجا بالصمت، ولم يصدرا أيّ تصريح مؤيّد أو معارض لدعوة السيسي التي عارضها المطرب حمزة نمرة المحسوب أساساً على التيار الإسلامي.