القاهرة | بعدما أجبر المحرّرون رئيس التحرير مجدي عفيفي الموالي لنظام الإخوان المسلمين على تقديم إجازة مفتوحة، صدر أخيراً العدد الأول من جريدة «أخبار الأدب» الثقافية بغلاف حمل عنوان «الخلاص». طوال عام، كانت الجريدة قد انحرفت عن مسارها الفكري، ومناصرتها للحريات، لتصبح بوقاً «ثقافياً» للإسلاميين وجماعة الإخوان. بالتالي، جاءت افتتاحية العدد بعنوان «روح مصر المخطوفة» مشبّهةً حال الجريدة بالمحروسة. عرّجت الافتتاحية على مسار الجريدة ودورها في الذكرى العشرين على تأسيسها (1993).
وحوى العدد مجموعة من الموضوعات منها: رسالة ابتهال يونس للمفكر الراحل نصر حامد أبو زيد (بركاتك يا نصر) في الذكرى السبعين على ولادته، ومقال «نشيد الغرباء» لشريف يونس الذي أكّد فيه أنّ الإخوان «زملاء ميدان لا رفاق ثورة»، موضحاً أنّ «الجماعة» لم تفهم طبيعة الفكرة الديمقراطية ولا جوهر الصراع. وكتب مهاب نصر «خاتم المصلحة وسجادة الصلاة»، مشدداً على أنّ إحدى مساوئ الإسلاميين تمثلت في الافتقار المعيب إلى الإبداع، والأمر ذاته أوضحه حاتم حافظ في «جماعة بلا خيال». الروائي زغلول الشيطي امتدح اعتصام المثقفين في مكتب وزير الثقافة في حي الزمالك (الأخبار 29/ 6/2013) في مقالته «السلطة الملقاة في الشارع»، وخلص إلى أنّ المثقفين باحتجاجهم «خلقوا مهارات ثورية بامتياز». أما سلاف جيجيك، فكتب عن حركة وول ستريت «سنة الأحلام الخطيرة». وفي بادرة جديدة في الجريدة، حوى العدد استطلاع رأي ربّات البيت عن الثورة والإخوان (البلد كانت كبيرة عليهم). أما المؤرخ خالد فهمي، فرصد «الخطايا السبع للجماعة». العدد الذي بدا فيه المحررون محتفلين بعودة جريدتهم، حوى أيضاً «إسبانيا لا تنسى تجربة فرانكو» لأحمد عبد اللطيف، و«الطريق لـ30 يونيو» لحسن عبد الموجود، و«كيف تحتمي بالسلمية وتبرر العنف» للروائي اللبناني هلال شومان، و«الإخوان موبايلات بئه» لمحمد شعير الذي أوضح أنّ التنظيم الإسلامي سقط عندما لم يدرك أعضاؤه أنّ أهم إنجاز للثورة المصرية هو إلغاء الأب البطريركي، و«لم يعد أحد فوق مستوى النقد، لا الجنرال ولا الشيخ الملتحي، لذا ودّع المصريون مرسي بالضحك».