في 1976، أطلق أبو إياد المسؤول في «منظمة التحرير الفلسطينية» شعاره الشهير «طريق القدس تمرّ من جونية». اغتيل أبو إياد عام 1991 في تونس، وكان من «حسن حظه» أنّه لم يعش إلى أيام يشهد فيها صراعاً على الحلويات في الطريق إلى القدس. هنا جونية، وهنا، تندلع حرب «الحلو» في رمضان. هنا جونية، حيث أطلق عبد الرحمن الحلاب حملة إعلانية تبشّر بوصوله إلى المدينة بعبارة «صار بجونية؟ حلو»، مما أثار حفيظة حلويات الدويهي، فردّت بحملة مضادة، تقول للحلاب: «وصلت مأخر على جونية...
يا حلو»! الإعلانان انتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت التعليقات حول الحرب الضروس بين أبناء الشمال للسيطرة على الحلو. الدويهي من زغرتا، والحلاب من طرابلس، والحساسية الشمالية تتحرك في هذا الصراع «الحلو» والحضاري الذي يحمل ذكاء في التعاطي مع المادة الإعلانية وقدرة عالية على الابتكار. لم ينتظر الحلاب طويلاً حتى ردّ على الردّ، وأطلق إعلاناً جديداً يقول فيه: «الحلو ولو تأخر بوجوده الكل بيتبخّر!»، فتداول كثيرون الصورة مرفقة بنتيجة «2/1» أي هدفين لصالح الحلاب مقابل هدف واحد لصالح الدويهي. لكن المعركة لم تنحصر بالحلاب والدويهي. دخل «سي سويت» على الخط، في محاولة ضرب «الحلوين بالحلوين» ليخرج منها ظافراً: «حلو عنا طوشتونا»! وهو ما نال استحساناً من جماهير الفايسبوك الذين راحوا يتناقلون الإعلان الجديد، فرحين بالمعركة «الحلوة». وذهبت «حرب الحلو» أبع، حين تداول بعض روّاد فايسبوك رسائل دعم للحلاب موقّعة باسم «أسود الحلاب» في محاكاة للغة الحرب الأهلية المرة التي يعيشها اللبنانيون.
تتجاور فروع الحلاب والدويهي في مناطق مختلفة، كما يقول سيمون الدويهي، لكن حدث ما حدث في جونية، «لأن الدويهي هناك منذ أكثر من 20 عاماً، فيأتي الحلاب ليقول إن الحلو وصل الآن إلى جونية، وهذا تضليل». إذاً، بحسب الدويهي، النقاش هو حول من دخل جونية فاتحاً أولاً، وليس في أحقية الحلاب أو غيره في فتح فروع له في جونية. والأمر لن يمر مرور الكرام بحسب الدويهي، وستستمر الحملة إذا استمر الحلاب بادعاء أنّه يمثّل «الحلو» في جونية، لكنه يؤكد أنها حرب ستبقى ضمن «الوسائل الشريفة». «الأخبار» اتصلت بالحلاب أيضاً، فأشارت إحدى الموظفات إلى أنّ الدويهي تحسّس من الموضوع، واستفز ليقوم بالحملة المضادة. ثم ما لبثت أن قالت إنها ليست مخوّلة الحديث، وقالت إن اجتماعاً يعقد في هذه الأثناء للتباحث في القضية، وإنّها ستطلب إلى المسؤول الإعلامي بعد خروجه من الاجتماع الاتصال بنا. لم يتصل المسؤول كما وعدت الموظفة، ولا بدّ من أن الاجتماع لا يزال مستمراً للتباحث في الوسائل المتاحة لاستكمال الردّ على «عدوان» الدويهي، ومن يدري، قد يطال قصف الحلاب في الساعات المقبلة مواقع حساسة لـ «سي سويت». الله يجيب العواقب سليمة!