أجمعت معظم الصحف الأميركية خلال اليومين الماضيين على النقمة الشديدة التي ولّدها غلاف العدد الأخير من مجلة «رولينغ ستون» الذي احتله جوهر تسارناييف أحد المشتبه فيهم في قضية التفجيرين المتتاليين اللذين ضربا ماراثون بوسطن في نيسان (أبريل) الماضي وأوديا بحياة ثلاثة أشخاص وجرح حوالى 260 آخرين. أخذ المنتقدون على الغلاف أنّه تغاضى عن مبدأ أنّ «المتهم بريء حتى تثبت إدانته» من جهة، إذ عنون بعبارة «المفجّر»، وكتب تحتها «كيف يقع شاب محبوب وواعد خذلته عائلته في الإسلام الأصولي ويتحوّل إلى وحش». كذلك رأوا أنّه أساء إلى مشاعر الضحايا من جهة ثانية.
صحيفة الـ«غارديان» البريطانية رصدت «الجنون» على تويتر، إذ رأى معظم المغردين أنّ الغلاف «يمجّد ويعظّم» المشتبه فيه ذي الـ19 عاماً، مشيرين إلى أنّ أحد الأسباب التي ساهمت في ذلك هو إظهاره في مساحة لطالما احتلها نجوم الروك وأبرز الشخصيات الفنية العالمية. ولفتت الصحيفة إلى أنّ صفحة «رولينغ ستون» الفايسبوكية غصّت بالتعليقات المستنكرة التي استهزأ بعضها بالغلاف، مشبّهاً تسارناييف بالمغني الأميركي بوب ديلن في الوقت الذي ربطه فيه آخرون بشكل جيم موريسون من فرقة The Doors، فيما أكد البعض الآخر أنّه يشبه نجوم الإندي روك. وغرّدت إحدى المعجبات بالمجلة الأميركية قائلةً: «لقد خاب أملي كثيراً. كيف يمكنكم أن تحوّلوه إلى نجم روك»، وتساءل آخر على فايسبوك: «أهذا حقيقي؟ لمَ لم يحتل الضحايا الغلاف؟». بعض سكان بوسطن اعتبروا ما فعلته «رولينغ ستون» إهانة لكل سكّان الولاية الأميركية، مشددين على أنّ ما أعلنته المجلة على موقعها الإلكتروني حول احتواء المقال الذي كتبته جانيت ريتمان على خمس حقائق تكشف للمرّة الأولى لا يبرر ما حدث، ومن بينها مثلاً معلومات أنّ «والدة جوهر دفعته وشقيقه تامرلان إلى اعتناق الإسلام»، علماً بأنّ تامرلان هو أحد المشتبه فيهم في القضية أيضاً، لكنّه لقي حتفه أثناء تبادل لإطلاق النار مع الشرطة عقب الحادث. الاعتراضات أخذت طابعاً اقتصادياً أيضاً، إذ عمدت مجموعة من المحال والشركات التجارية في المملكة المتحدة إلى الامتناع عن بيع العدد الجديد من المجلة التي تصدر كل أسبوعين وتتناول مواضيع تتعلّق بالموسيقى والسياسة وثقافة الشعوب، وفق ما أكد الموقع الإلكتروني لمجلة «تايم» الأميركية.