على نغمات موسيقى Lounge، تمشّى نجم «القدود الحلبيّة» صباح فخري (1933) أمس في بهو أحد الفنادق البيروتية. برفقة زوجته وابنه المغني أنس أبو قوس، وصل إلى طاولة إفطاره محاطاً بمجموعة من الصحافيين والمحبين. الإفطار نظّمه القائمون على مهرجان «أعياد بيروت» (شركات Production Factory و 2U2C وStar System) الذي سيطل فيه فخري على مسرح خاص يبنى في أسواق بيروت في ١٣ آب (أغسطس). هكذا، جلس «أسطورة الغناء العربي»، كما يحب أن يسميه ابنه أنس، ليطمئن الجميع على صحته وتدور معه الأحاديث الودية حول تاريخه الطويل الذي اشتهر فيه بإحياء ليال عامرة بالطرب في أنحاء الوطن العربي والعالم، إلى درجة أنه دخل السجلات العالمية للمطربين كواحد من أهم فناني الشرق.
أقام صباح فخري حفلات غنائية في بلدان عربية وأجنبية كثيرة وطاف العالم وتربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية، حتى احتل اسمه مساحة من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كنتيجة منطقية لغنائه لمدة ثماني عشرة ساعة متواصلة في مدينة كاراكاس في فنزويلا ليدوّن اسمه في الموسوعة العالمية. أمس، كان «أبو أنس» على طبيعته تميزه البساطة والعفوية والحماسة لمزيد من الحياة. يعتز كعادته بسوريته، ولا يخفي حنينه «لعاصمة الشمال» حلب. المدينة المفجوعة اليوم بخرابها بات الجوع يسورّها، بينما يلتهم السعار معالمها الأثرية. الأجواء الرمضانية التي حاكها العاملون في الفندق البيروتي خصيصاً للحفاوة بالنجم السوري تحولت إلى احتفاء بالغ عندما وصل الموسيقي اللبناني زياد الرحباني تصحبه المذيعة ريما نجيم. سلم صاحب «مربى الدلايل» على الحاضرين ووصل عند فخري ليعانقه طويلاً، وسط إضاءة كاميرات المصورين التي اصطادت اللقاء الاستثنائي، ولم تتوقف الفلاشات حتى طلب زياد بسخريته المعتادة «الرحمة من المصورين». بعدها دار الحديث حول تاريخ الرحابنة، وأغنيات فيروز الخالدة وسط لازمة «حبيبنا زياد» التي رددها المطرب السوري مراراً، ليأخذ الحوار بعداً أكثر احترافية بين الرحباني وأنس أبو قوس، تلته اتفاقات سريعة على لقاءات ومشاريع مقبلة، علماً بأنّ صاحب شركة Star System أمين أبي ياغي أكّد لـ«الأخبار» أنّ الرحباني سوف يحيي سهرة في 10 آب (أغسطس) ضمن مهرجان «أعياد بيروت».
في حديث عابر مع «الأخبار»، نهمس في أذن المطرب المخضرم بأنّ البطاقات لحفلته المرتقبة قد نفدت باكراً بسبب تشوّق الجمهور للقائه ولحنينه إلى زمن الطرب الأصيل، فيردّ: «أشتاق للوقوف على المسرح مثلما يشتاق هذا الجمهور إليّ وأكثر». ثم يضيف بأنّ أكبر ثروة جمعها في تاريخ حياته هي محبة الناس، ولا شيء يشعره بالسعادة في هذه الأيام سوى محبة الناس.
وللحديث عن حلب سمة خاصة كون فخري لم ير مدينته منذ أكثر من سنتين، لكنه لا يتوقف عن زيارة دمشق كما يخبرنا. تسابق العائلة المقيمة حالياً في بيروت لتزور مدينة البوابات السبع بين الحين والآخر، ثم سرعان ما تعود إلى بيروت.