القاهرة | بعد استقبال رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي أول من أمس الأحد عدداً من المرشّحين للتشكيل الوزاري الجديد، من بينهم الرئيسة السابقة لـ «دار الأوبرا» إيناس عبد الدايم، أكّدت الأخيرة قبولها تولي حقيبة الثقافة المصرية، مكتفية بتعليق مقتضب: «قبلت المنصب وسأصرّح عقب حلف اليمين»، مشيرة إلى أنه واجب عليها قبول المنصب، وخصوصاً بعد الظروف التي تشهدها مصر طوال العامين الأخيرين.
بذلك، فإنّ عازفة الفلوت التي مثّلت مصر في «مهرجان أوركسترا البحر الأبيض المتوسط» في مرسيليا، هي أول امرأة تترأس حقيبة الثقافة المصرية منذ تأسيس الوزارة. ويأتي قرار تكليف عبد الدايم بعد تظاهرات «30 يونيو» التي أطاحت نظام الإخوان، الذي سبق أن كلّف شخصية مغمورة بتولي الوزارة هو علاء عبد العزيز، الذي أقال معظم مسؤولي الهيئات الثقافية، من بينهم عبد الدايم، التي كانت ترأس دار الأوبرا (الأخبار 8/5/2013).
من جهته، أبدى الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي ترحيبه بتنصيب عبد الدايم بوصفه تتويجاً لنضال المرأة المصرية، التي كانت في طليعة ثوار «25 يناير»، و«30 يونيو»، ورد اعتبار إلى المرأة المصرية بصفة عامة، بعدما انتشرت خلال العامين الأخيرين «فتاوى زواج القاصرات، وخطابات التعدي والسب والتشهير بالفنانات والإعلاميات المصريات كالممثلة إلهام شاهين، والإعلامية هالة فهمي». وأضاف حجازي لـ «الأخبار» إنّ الملفات الثقافية المطلوب من إيناس فتحها تفوق ما يمكن تكليف حكومة انتقالية به، بيد أنّ «الملف الأكثر إلحاحاً هو التخلص من مختلف أشكال الرقابة الفنية والإبداعية التي دفع ثمنها المفكرون والمبدعون المصريون ثمناً باهظاً، من جراء تحول العديد من الجهات الدينية الرسمية وغير الرسمية إلى محاكم تفتيش، ومقاضاة الكتاب والمفكرين وفق قانون الحسبة الذي كان بمثابة سيف مصلت على رقاب النخبة الثقافية».
الكاتبة والصحافية والإعلامية فريدة الشوباشي، عدّت تكليف إيناس عبد الدايم «تصحيحاً لمسار الثورة المصرية، وعودة الروح الحقيقية إلى مصر، واسترجاع نهضتها المفقودة، بخاصة بعد انتشار ثقافة تشييء المرأة». وتابعت رئيسة «جمعية حقوق المواطن»: «يمكن أن نقارن بسهولة بين وزير الثقافة «العرّة» الذي أتت به جماعة الإخوان، وفنانة واعية وجديرة بالمنصب كإيناس»، مطالبة إياها بفتح ملف قصور الثقافة والاهتمام بها، لمواجهة الزوايا والمساجد التي سيطر عليها الوهابيون، وعملوا على نشر الخرافات وثقافة رجعية بين الشعب المصري.
الشاعر عبد المنعم رمضان رأى أنّ الوزارة الجديدة تحوي على الأقل أربع نساء، مثل درية شرف الدين، المرشحة لتولي حقيبة وزارة الإعلام، واثنتين مرشحتين لحقيبتي الصحة والبيئة، وقال: «لست أعرف إيناس على المستوى الشخصي، لكن الأمر أبعد من تولي امرأة. هذه الحكومة برجالها ونسائها لن تستطيع أن تخرج بنا من النفق المظلم، فالحكومة تبدأ من توجه رئيسها الرأسمالي الذي لا يمكنه تحقيق مطالب الشباب وتحقيق العدالة الاجتماعية».
وتابع رمضان لـ «الأخبار»: «أنت تنظر إلى فكرة تولّي امرأة حقيبة الثقافة، لكن انظر أبعد من ذلك، فتوجهات الحكومة الانتقالية لا تختلف في جوهرها عن توجهات حكومات الإخوان أو نظام مبارك، وهي الانحياز للطبقات الرأسمالية وأصحاب روؤس الأموال، والسبب أنّ «ثورة يناير» تلقفت ثمارها جماعة رجعية (الإخوان المسلمون)، وفي الثورة الثانية القوى «الفلولية» وأركان النظام القديم في الأجهزة السيادية. وعلينا أن نذكر أنّ حازم الببلاوي كتب عام 2009 مقالة في إحدى الصحف بعنوان «لماذا لا ننتخب جمال مبارك؟»، فيما اكتفى السيناريست بلال فضل بالقول لـ «الأخبار»: «المهمة ثقيلة وربنا يوفقها».



«أخبار الأدب» خارج النفق

في إطار «استرداد الجريدة»، نظم العاملون والمحررون في جريدة «أخبار الأدب» وقفة احتجاجية أمام مقر الجريدة في وسط القاهرة أمس للمطالبة بإقالة رئيس التحرير مجدي عفيفي المعروف بموالاته لجماعة الإخوان. وانتهت الوقفة ظهراً بإعلان الكاتب والصحافي محمد شعير عن دخول عفيفي في إجازة مفتوحة وعودة إدارة الجريدة لـ «المحرّرين الأصليين». وكان عفيفي تولى رئاسة تحرير «الجريدة الثقافية الأولى في مصر» بقرار من مجلس الشورى الإخواني العام الماضي، وعمل على تغيير مسار الجريدة التي عرفت بمناصرتها للمدنية والقيم العلمانية ودفاعها عن حرية الفكر والتعبير والإبداع؛ منذ أن أسسها الروائي جمال الغيطاني مطلع التسعينيات.