القاهرة | المقابلة التلفزيونية الأولى لباسم يوسف بعد سقوط الرئيس المصري محمد مرسي جاءت كما يريد الإعلامي الشهير. تحدّث يوسف للإعلامي اللبناني نيشان دير هاروتيونيان عن رؤيته للمرحلة التي تعيشها مصر حالياً، منتقداً كثيرين، بمن فيهم نفسه. وقال الجرّاح السابق أنّه مستمر في عمله حتى لو تراجعت الكوميديا بعد غياب الرئيس الإخواني الذي كان ملهمه الأول.
نجح يوسف في تفادي «مطبات» تدفعه إلى مهاجمة أي طرف من أطراف النزاع في مصر، فجاءت حلقة أول من أمس من «أنا والعسل» (يومياً 23:30 على lbci، LDC، «الحياة 2») كأنّها مقال طويل. بدأ نيشان الحوار بالسؤال الذي يطرحه اليوم ملايين من المشاهدين: «ماذا سيفعل باسم يوسف بعد رحيل مرسي؟». الإعلامي الساخر الذي اتسم بالمنطق والعقلانية منذ البداية ردّ قائلاً بأنّ «برنامجي نجح قبل أن يصل الإخوان إلى الحكم». وظهر يوسف أكثر صراحة عندما أشار إلى أنّ «الكل كان يتوقع إغلاق القنوات المعارضة لو أفلت مرسي من مأزق 30 يونيو»، مشدداً على أنّه ضد إغلاق القنوات الدينية، مع أنّه وصف مضمونها بـ«التكفيري والمحرض على القتل». ولفت مقدّم برنامج «البرنامج» إلى أنّ عودة هذه القنوات يجب أن تكون «في إطار قانوني»، موضحاً أنّ «القنوات المعارضة ترتكب الآن الأخطاء نفسها التي فعلتها قنوات مرسي عندما كان في السلطة لكن من دون تكفير وتحريض».
وانتقد يوسف زميله يوسف الحسيني من دون أن يسمّيه إثر تحريضه على اللاجئين السوريين في مصر (راجع ص 32)، معتبراً أنّ القنوات المعارضة «تفرغت للشماتة والعنصرية ضد الإخوان». أمام هذا الواقع، رأى يوسف أنّ هناك حاجة إلى «قانون عاجل يواجه نشر ثقافة الكراهية بين المصريين». وعن المعتصمين في ميدان «رابعة العدوية»، تكلّم يوسف من منظار إنساني، رافضاً تحميلهم خطايا قادة الإخوان، وموضحاً أنّ «البرنامج» الذي سيعود بعد شهر الصوم سيعتمد التحليل أكثر، مؤكداً الأخذ بنصيحة الإعلامي الأميركي الشهير جون ستيوارت بالاختيار «بين برنامج يثير الضحك وآخر يعيش طويلاً». وكان لابنته نادية حصة من المقابلة. قال يوسف انّه لن يمانع ارتداءها الحجاب لو أرادت، وكل ما يهمه هو أن «تنشأ على تربية صالحة، وتسير بأمان في الشارع»، رافضاً ادّعاء البعض أنّ الثورة المصرية أضرّت مصر، موضحاً: «كانت ستحدث لا محالة. الجيل الحالي يجب أن يضحي من أجل حياة أفضل لأولاده وأحفاده». ورداً على سؤال بشأن توليه منصب وزير الإعلام أو ترشحه للرئاسة، أجاب «لن أضحي بشعبيتي من أجل منصب. أتمنى الاستمرار في مجال الترفيه»، مؤكداً أنّه لن يعود إلى الطب حتى لو توقف عن الظهور الإعلامي. وتابع أنّ «هناك مشاريع عدة قد أُشغل فيها مثل اكتشاف النجوم الجدد عبر يوتيوب». وتحدث عن متابعته للبرامج اللبنانية الساخرة، جامعاً في سلة واحدة «شي. أن. أن» (الجديد)، وDNA (المستقبل)! وشدّد على أنّه معجب بـ«ذكاء صنّاعها وبقدرتها على كسر الحواجز». ورأى «أبو نادية» أنّ أوبريت «قطري حبيبي» موجّه إلى المصريين، و«لا يحمل أي إساءة إلى القطريين»، لافتاً إلى أنّ «مساعدات الدول العربية للقاهرة مرحّب بها شرط ألا يشعر المصريون أنّ هناك مقابلاً مطلوباً من تاريخهم وتراثهم»، رافضاً القول انّه عنصر أساسي في سقوط مرسي: «هذا خروج عن الإنصاف، وزيادة في الغرور». وأكد يوسف سعادته بعزل مرسي، ورشّح المرأة المصرية لتكون «أجدع رئيس جمهورية»، ورفض إعلان موقف حاسم ممّا يجري في سوريا، بدعوى أنّ الأمر معقّد هناك. وأخيراً، طلب منه نيشان كتابة عنوان يلخّص مصيره لو عاد مرسي إلى الحكم، فرد باسم ضاحكاً: اختفاء باسم يوسف.



«أنا والعسل» يومياً 23:30 على lbci ،LDC، «الحياة 2»