في بيروت، حيث تكاد تغيب الطقوس والاحتفالات الرمضانيّة التقليدية، يحافظ «مسرح بابل» على «أمسياته». وإن غابت المشاركات المصرية والعراقية والعربية هذا الموسم بسبب الأحداث السياسية والأمنية وغياب التمويل، إلا أنّ الموعد السنوي لا يزال مستمراً برهانه على التجارب الشابة والأصوات التي طمستها الشاشات لصالح الفن التجاري.
هكذا، تمثّلت المشاركات السبع في «أمسيات بابل الرمضانيّة 2013» بلبنان وسوريا، جامعةً بين الموسيقى وإن بشكل خجول، مقارنة بالسنوات الماضية، والمسرح، والحكواتي والرقص... والشعر. قبل أيام، انطلق الموعد مع فرقة «لبن» للمسرح الارتجالي التي تحلّ للمرّة الأولى على الحدث. الفرقة الشابة التي تأسست عام 2009، ورأيناها في عروض في فضاءات مختلفة من بيروت، تقدّم طوال أربع ليالٍ عرضها «حكايات شهرزاد الضائعة» (17 و24 و31/7).
تبدأ المسرحيّة مع شهرزاد التي تريد أن تقصّ على شهريار إحدى الحكايات. هذه القصّة مبنيّة على اقتراحات الجمهور التي تترجم على الخشبة بمشاهد يؤدّيها الممثلون الخمسة. قدّمت الفرقة هذا العرض للمرة الأولى قبل عامين على خشبة «مسرح المدينة» في رمضان أيضاً، فيما تعود «حكايات شهرزاد الضائعة» أصلاً إلى أحد مدربي «لبن» المسرحي السوري السعودي باسل النفوري الذي قدّمها في سان فرانسيسكو باللغة الإنكليزية. الفرقة وإن لا تزال تنقصها بعض الخبرة على صعيد توليف القصة خلال تأدية المسرحية، إلا أنها تبقى مبشّرة في ظل غياب الحاضن الرسمي للمسرح الارتجالي في لبنان. أما غنائياً، فنحن على موعدين مع الفنانة اللبنانية دالين جبور (18/7 و1/8 ــ راجع المقال أدناه) التي ستعيدنا إلى عصر النهضة عبر الموسيقى الصوفية، والموسيقى الطربية المعاصرة.
من الطرب العربي والإنشاد الصوفي، تأخذنا «أوركسترا لبنان السلام» بقيادة المايسترو وليد بوسرحال إلى الأغنية التراثية المصرية واللبنانية في أمسيتين (19/7 و2/8 ــ راجع الإطار). أما فرقة «رباعي دمشق الوتري» ومؤسسها رعد خلف الذي تعود تجربته مع «بابل» إلى موسيقى مسرحيات جواد الأسدي، فستحيي مؤلفات رباعية للموسيقي الروسي ديمتري شوستاكوفيتش، وعدداً من المقطوعات التراثية العراقية (20/7). ومن سوريا أيضاً، يحيي كفاح الخوص تقاليد الفرجة التراثية، والذاكرة الشعبية في عرضه «يوميات ملك حزين» (25 و27/7 ــ راجع المقال المقابل). أمسية «أثر الفراشة» المقتبسة عن ديوان الشاعر محمود درويش (26/7) تجمع الشعر، والغناء، والرقص تربطها العلاقات التي تترك أثراً لدى الإنسان؛ منها العلاقة مع الوطن والحبيب... في هذه السهرة، سيقرأ الشاعر مهدي منصور بعضاً من قصائده وأخرى لدرويش، فيما ستغني ريتا أبو صالح مقاطع من أغنيات كتبها «شاعر الأرض» منها «تكبّر»، و«بين ريتا» وتقدّم رشا دبيسي وبشرى علامة وصلات الرقص التعبيري. والختام سيكون مع أمسية PianOud التي تضمّ العازفين زياد الأحمديّة وإيلي معلوف في لقاء يمزج بين الموسيقى الغربية والموسيقى العربية الكلاسيكية (4/8).



«أمسيات بابل الرمضانيّة»: حتى 4 آب (أغسطس) ــ جميع العروض تبدأ عند العاشرة ــ «مسرح بابل» (الحمرا _ بيروت) ـــ للاستعلام: 01/744033