إنّها التجربة الثانية التي تخوضها فاتن قبيسي الآتية من عالم الصحافة المكتوبة إلى ربوع قناة «الميادين». للسنة الثانية على التوالي، تقدم قبيسي نسخة جديدة من برنامجها الأسبوعي «العرض مستمرّ» (منتجة منفذة رولا أبو شقرا وإخراج هالة أبي صعب) الذي خصّص قبلاً للنقاش بين صنّاع الدراما من مخرجين وسيناريست لتقييم أعمال رمضان 2012 ضمن استوديو يستضيف ثلاث شخصيات معنية في هذا الشأن.
هذا العام، سيرتدي البرنامج حلّة مختلفة، ويخرج من روتين النقاشات بين جدران الاستديو، ليتعدّاه إلى فقرات أربع تضيء على مواضيع مختلفة من كواليس الدراما إلى وقفات مع الإنشاد الديني والثوري. بالإضافة إلى تقارير متنوّعة حول قيم التسامح والمحبة في شهر رمضان، وإضاءة على القيم العمرانية والسياحية لهذه البلدان، تنتهي الفقرة الأخيرة بتناول الفنون الشعبية في بعض الدول، ليتمّ بعد ذلك التعليق من قبل المختصّين من علماء نفس واجتماع ودين تبعاً للموضوع المطروح.
إذاً تغيير جذريّ في هيكلية وشخصية البرنامج الرمضاني الذي لا تجمع فقراته أيّ رابط، سبكت مع بعضها لتنسجم وتقدّم مروحة واسعة من الخيارات والأذواق أمام المشاهد. والهدف كما تقول قبيسي لـ«الأخبار» كسر نمط محدودية إطار الاستديو الذي يقيّد عمل المحاور أحياناً، ويضفي بعضاً من الملل خصوصاً مع وقت البرنامج الطويل نسبياً (50 دقيقة).
أربع حلقات أسبوعية ستتوزّع على أربعة بلدان جرى فيها تصوير الأعمال الدرامية، مصر مع «نيران صديقة» (سيناريو محمد أمين راضي إخراج خالد مرعي) المتحدّث عن مقدمات الثورة، والمسلسل السوري «حمام شامي» (إخراج مؤمن الملا) الذي صوّر في دبي. كما يعرّج البرنامج على «العشق المجنون» العمل اللبناني من إنتاج مروان حداد وإخراج السوري زهير قنوع، و«الزوجة الخامسة» (إخراج الحبيب المسلماني) للإضاءة على جرأة العمل الذي تخطّى الحواجز الاجتماعية بعد الثورة التونسية. بالنسبة إلى قبيسي سيكون برنامجها تحدّياً جديداً لها مع هذا التنوّع الذي يفرض أداء وتعاطياً مختلفاً مع كل شخصية وفقرة. أيضاً، سيفرد البرنامج حيّزاً من هامش التحرّك وحرية إدارة الحوار، بما أن التصوير كلّه تم خارجاً في أماكن عدّة من هذه البلدان المذكورة. ولا شكّ في أنّ الذخيرة التي حملتها من عالم الصحافة المكتوبة، ساعدتها في تسهيل مهمتها على الهواء كما تروي، بدءاً من الإعداد الذي تتساعد فيه مع كل من ماهر منصور وسعاد حمود، إلى الإلقاء وصولاً إلى امتلاك خلفية ثقافية تلقي بثقلها على مضمون البرنامج. هذه النكهة الجديدة ستكسر هوية القناة الإخبارية الجادة التي ارتأت هذه السنة إعطاء الدراما حيزاً لا بأس به، عبر عرض مسلسلين هما «أنا القدس» لباسل الخطيب و«تغريبة فلسطينية» للمخرج حاتم علي. والأرجح أن يظلّ «العرض مستمرّ» بعد شهر رمضان، مع إدخال تعديلات تبعاً للأصداء التي سيتلقاها والتقييم الذي سيجريه صنّّاع البرنامج.


«العرض مستمر» كل جمعة 23:00 على «الميادين»