في 25 حزيران (يونيو) الماضي، وقّعت 21 مؤسسة اعلامية لبنانية بين مكتوبة ومرئية ومسموعة وإلكترونية «ميثاق الشرف الاعلامي لتعزيز السلم الأهلي في لبنان» ضمن مشروع «تعزيز السلم الأهلي في لبنان» التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي المموّل من الاتحاد الأوروبي. تضمّن الميثاق 18 مادة تضع خطوطاً عريضة للأداء الإعلامي المنظور من رفض للتمييز العنصري، والتعامل بمهنية في التغطيات الحية والتأكد من مصادر المعلومات مع التزام الدقة والموضوعية.
في هذا الإطار، ينظّم تحرّك «معاً» (ضد الحرب الأهلية ولبناء دولة مدنية)، اعتصاماً أمام «المجلس الوطني للإعلام» عند الحادية عشرة من صباح اليوم للضغط بغية تطبيق هذا الميثاق «منعاً للفتنة ولتعزيز السلم الأهلي» ولمعاقبة أي وسيلة اعلامية تمارس التحريض الطائفي والمذهبي. يؤكد جورج عازار أحد الناشطين في الحراك أنّ الأخير يهدف الى «تذكير» المجلس بمسؤوليّاته بعد حملة التحريض المذهبي التي استشرت في الجسم الإعلامي «من نشر معلومات غير مؤكدة وانعدام المهنية». في حديثه مع «الأخبار»، طالب عازار المجلس بتحمّل مسؤولية قانونية حتى لو كان دوره استشارياً «عبر التصدي للتجاوزات وإعادة لعب دوره السابق في توجيه التحذيرات جراء التفلت الإعلامي الحاصل ورفض منطق الكانتونات وتفعيل دور القضاء ورفع حيز الوعي لدى متتبعي هذه الوسائل بغية المساءلة». من جهته، يرى رئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ في هذا التحرك (لم يكن على دراية به!) تأكيداً على حضور المجتمع المدني أكثر بغية الضغط لتطبيق الميثاق الذي إن حصل، فإنّه «سيعكس إيجابية لتصويب الأداء الإعلامي والسياسي مع أنّه لا يشكل قوة ملزمة قانونياً بل فقط معنوية ويحتاج لقوة القانون والاحتضان لتفعيله عبر مطالبة السلطات التنفيذية والقضائية بذلك لصيانة السلم الأهلي».
قناة OTV كانت من الموقعين على الميثاق. ترى رئيسة تحرير نشراتها الإخبارية جوسلين حداد أنّ الالتزام بالميثاق يواجه صعوبات لأنّه ينطلي على الكثير من المثالية. بحسب حداد، فإنّ القناة تسعى جاهدة للوصول الى حد أقصى من الالتزام بهذا العقد مع صعوبة تحقيق ذلك نظراً إلى وجود عوامل عدة، منها السوق الإعلانية التي تتحكّم بالوسيلة في الكثير من الأحيان والالتزامات التي يفرضها الواقع كون القناة سياسية. ومع ذلك، تستشهد حداد هنا بأنّ القناة حاولت قدر الإمكان ضبط الهواء منعاً لإثارة الفتنة خلال تغطية انفجار بئر العبد. ومن الموقعين أيضاً lbci التي أكدت بلسان مديرة أخبارها لارا زلعوم أنّ المحطة تسير أساساً على هذه البنود ولم تنتظر ميثاقاً كي تلتزم به، بدءاً من التأكد من صحة المعلومات قبل بثها وايراد توازن في التغطية بين مختلف الأفرقاء وصولاً إلى تحاشي بعض الأخطاء خلال البث المباشر وتجنّب ما قد يثير الفتن الطائفية والمذهبية. ولفتت في حديثها لـ«الأخبار» الى ضرورة المتابعة اليومية لهذا الميثاق، والعمل على تفادي أي خلل قد يقع طائفياً وسياسياً على حد سواء.