القاهرة | لعلّ الشيء الإيجابي الوحيد في خطاب الرئيس المصري محمد مرسي أوّل من أمس أنه بدأ في الموعد المحدّد مسبقاً (21:30) من قاعة المؤتمرات في ضاحية مدينة نصر شمالي القاهرة. لكن مرسي عوّض عدم انتظار الملايين لخطاباته وحواراته كما اعتاد سابقاً، بأنه ظلّ يتكلّم بشكل متواصل لأكثر من 155 دقيقة، كاسراً أيّ رقم سابق لخطاباته الموجهة إلى الشعب. سبّب خطاب الرئيس أزمة لكل برامج الـ«توك شو» التي اضطرت إلى الانطلاق بعد منتصف الليل بدقائق، حتى تتمكّن من التعليق على خطاب مرسي الذي رحبّ به مؤيدوه واعتبروه بداية لكسر حالة الاحتقان في الشارع. بينما رأى المعارضون أن الخطاب سيُضاعف الحشد الجماهيري المتوقع يوم الأحد (30 حزيران/يونيو)، وتنوّعت أساليب التعليق على الخطاب في القنوات المصرية وإن اختلفت بعض الشيء من محطة إلى أخرى.
قناة «النيل للأخبار» شهدت واقعة انسحاب الكاتب الإخواني حمزة زوبع من برنامج «مباشر من القاهرة» (تقديم سها النقاش وشادي شاش) احتجاجاً على انتقادات القيادي الوفدي طارق تهامي للرئيس. أما زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي فعلّق على خطاب مرسي عبر قناة «أون تي في» وبرنامج «آخر كلام» ليسري فودة، الذي كان يُفترض أن ينطلق في الحادية عشر ليلاً، لكنه بدأ بعد 15 دقيقة من منتصف الليل بسبب الخطاب الرئاسي الطويل. محطة «أون تي في لايف» التابعة للشبكة نفسها، شهدت تعليقاً من أستاذ القانون الدستوري حسام عيسى في ضيافة يوسف الحسيني ضمن برنامجه «السادة المحترمون»، كذلك توجّهت الأنظار إلى قناة «سي. بي. سي» التي ذكر مرسي مالكها محمد الأمين بالاسم في الخطاب واتهمه بالتهرّب من الضرائب وتسخير القناة للهجوم على النظام. وأعلن الأمين لاحقاً أنه تلقى قراراً بمنعه من السفر فور انتهاء خطاب الرئيس. كذلك، اتهم مرسي مالك قناة «دريم» أحمد بهجت بالانتقام من النظام بسبب تعثّره مادياً، فيما علّق على الخطاب عبر «دريم» الكاتب المحسوب على المجلس العسكري مصطفى بكري مع الإعلامي وائل الإبراشي. وتميّزت تغطية قناة «مصر 25» الإخوانية بالتجديد في شكل التغطية. للمرة الأولى، يعلّق مذيعان في القناة نفسها على حدث سياسي؛ إذ استضاف نور الدين عبد الحافظ الشهير بخميس، الكاتب هاني صلاح الدين والبرلماني السابق محمد العمدة، وكلاهما يعمل في المحطة ذاتها. وعاد محمود سعد كما أعلنت قناة «النهار» (الأخبار 27/6/2013) واستضاف في برنامج «آخر النهار» مصطفى حجازي الذي وصف الخطاب بالكارثي. وعادت معظم الشاشات إلى الانقسام مجدداً بين لقطات من خطاب مرسي وردود أفعال المتظاهرين في ميدان التحرير الرافضين لاستمراره. بينما أجرت معظم القنوات اتصالات هاتفية بالصحافي مكرم محمد أحمد والنائب العام السابق عبد المجيد محمود للردّ على ما ذكره الرئيس ضدهما بالاسم في خطابه الذي أجهد مترجمي لغة الإشارة، وخصوصاً في بعض الألفاظ التي ذكرها. على سبيل المثال، قال مرسي إنّ قيادياً راحلاً في الحزب الوطني قال له: «السياسة نجاسة وأنتم ــ أي الإخوان ــ أطهار فاتركوها لنا»، ليتساءل البعض: كيف تعامل مترجم لغة الإشارة مع لفظ نجاسة كي يصل المعنى إلى الصمّ والبكم؟ تابعت وسائل الإعلام العالمية كلمة مرسي، فرأت مجلة «تايم» الأميركية أنّ الرئيس أراد من خلال خطابه، إظهار نفسه على أنه الأيدي الأمينة التي تحرص على ممتلكات الوطن في ظلّ الأوقات العصيبة التي يمر بها. ورأت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن «مرسي تبنى لهجة حادة في خطابه، متهماً المعارضة بكونها السبب الرئيسي في المشكلات التي تواجهها البلاد».