في حلقة الجمعة الماضي من «أراب آيدول»، قرأ راغب علامة (الصورة) مقاطع من رسالة بعثها الأسير الفلسطيني حسام زهدي شاهين، وجاء فيها أنّ الأسرى في سجون الاحتلال خاضوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام من أجل استعادة بث الفضائيات العربية في السجن بينها mbc، لمشاهدة برنامج «معبود الجماهير»، حيث «تجد الجميع ملتفاً ليلتي الجمعة والسبت حول الشاشة الصغيرة في ظاهرة فريدة من نوعها قلما تتكرر في تاريخ الحركة الأسيرية (طبعاً لا يقصدون أحمد الأسير)». كذلك جاء في الرسالة التي يسأل فيها شاهين: «هل تعلم هذه الفضائيات أنّ ثمن مشاهدتها كلّفنا آلاف الأطنان من اللحم البشري وعشرات الأمراض المزمنة؟!».
إذا صحّت هذه الرسالة، فلا بدّ من أنّ أوضاع الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية ستتعرض لنكبة تاريخية بعد انتهاء البرنامج هذا الأسبوع. من أين سيستمد الأسرى بعد ذلك الروح الوطنية والدوافع البطولية والمعنويات المقاومة؟ كيف سيتمكنون من الصمود في سجونهم من دون الاستماع إلى صوت المناضل راغب علامة وهو يعطي جرعات من المعنويات للأسرى ليتمكنوا من مواجهة الاحتلال وهزيمته؟! ومن يحلّ مكان أحلام، الفنانة الملتزمة قضايا الأمة التي أفنت حياتها من أجل الفن الملتزم والأغاني الوطنية والـ«كنتاكي»؟! 
ونانسي عجرم؟ يا للخسارة. سيخسر الأسرى العرب «قنبلة» فنية، كانت كفيلة بتحريرهم بماكياجها وتسريحتها وآهاتها التي تخلخل أقفال السجون وتزلزل جدرانها الصلدة. أما حسن الشافعي، فيا ويل العرب وأسراهم من بعده، من يشفع لهم بغيابه؟! لكن، اطمئنوا، هناك بريق أمل. سيكون بإمكان الأسرى إرسال الهدايا للموزع المصري الشاب بعدما وضع مقاسات جسده على مواقع التواصل الاجتماعي، لمن يرغب في إرسال هدية إليه، من بنطلون، إلى جاكيت، وصولاً إلى الملابس الداخلية، وكلها طبعاً لخدمة القضية الأساس!
هو برنامج «محبوب الأسرى» إذاً. وليس «محبوب الجماهير» فقط. يجعل الأسرى سلعاً للتداول في سوق النخاسة الفني، تماماً كـ«الكنتاكي» الذي استثمرت أحلام البرنامج لتسويقه. هو البرنامج الذي قيل إنه استطاع ما لم تستطعه السياسة في العالم العربي. هو المنقذ الذي إذا توقف بثه، فلن تكون بعده نجاة. «أراب أيدول»... يا ويلنا من بعدك!