بغداد ــ الأخبارعندما كان سنان أنطون (بغداد ــ 1967) في أبو ظبي لحضور اعلان الفائز بجائزة «بوكر» العربيّة بعد ترشحه لقائمتها القصيرة عن روايته «يا مريم» (دار الجمل)، طرحَ عليه صديقه الشاعر وناشر «الجمل» خالد المعالي فكرة زيارة العراق، الذي غادره إلى أميركا منذ التسعينيات. وهكذا كان: حلّ أنطون على «بيت الشعر العراقي» في أمسية أقيمت أخيراً مع «الجمل» في شارع أبي نؤاس في بغداد، تخللها تقديم شهادات عنه وقراءات لنماذج من شعره مع حوار مفتوح معه.
وقدّم الشاعر الزميل حسام السراي تحيّة إلى المحتفى به باسمِ «بيت الشعر»، قائلاً: «وجود سنان بيننا يعني أنّنا عندما نحتفي بمبدع في البيت من المقيمين داخل البلاد، فإنّنا نتفاعل ونحتفي بالمستوى نفسه مع مبدع يقيم خارج العراق، للتأكيد على أنّ الثقافة العراقيّة واحدة».
وذكر الروائي أحمد سعداوي الذي أدار الجلسة أنّه عرف المحتفى به من خلال روايته الأولى «إعجام»، مبيناً جوانب من سيرة أنطون واشتغالاته في الشعر، ومنها ما أصدره في مجموعته «ليل واحد في كلّ المدن».

المداخلة الأولى عنه كانت لخالد المعالي، الذي قال: «طرحت على سنان فكرة السفر إلى بغداد ونحن في أبو ظبي، بوصفها لحظة شعريّة فيها تأمّل للذات والمكان والخراب، وتأمّل ما بعد الخراب أيضاً». وأضاف المعالي: «لم أهتم بقراءة «اعجام»، لكن بعد صدور روايته «وحدها شجرة الرمان» لدى ناشر عربي آخر، أبلغته أنّ مكان هذا الكتاب في «دار الجمل»، لأنّ اشتغال أنطون قائم على الهويّة العراقية، وأطياف المجتمع العراقي حاضرة في رواياته. أجدني فرحاً بروائي كسنان هو مرآة لشعبه وواقعه. نستطيع أن نرى أنفسنا من خلال كتاباته».
في كلمته، تحدّث سنان أنطون أنّه «عندما صدرت «إعجام»، سررت بردود الأفعال، لكن ما أزعجني هو القول بأنّ الكاتب المسيحي يكتب عن المجتمع المسيحي. المؤسف أنّ هناك في الابداع تقسيمات تدخل في الاطار الطائفي والإثني»، لكنّ الشاعر زاهر موسى قال: «قرأتُ في كتاب «الوطنية» ضمن المنهج الدراسي أنّ المسيحيّين من المكونات القديمة، وقد شممتُ رائحة غير طيبة من توصيف «القديمة»، كأنّهم كائنات منسوخة لا أصيلة. كلّنا يعرف انّ الأقليات جزء من تشكيل الذاكرة الوطنية، فأن يكتب سنان عن المسيحية في رواياته، فهذا اكتشاف لمعرفة جديدة».
وقبل أن تُختتم الجلسة بقراءة مجموعة أخرى من قصائده، أوضح أنطون: «الأمل الوحيد لدينا هو النشاط الرائع الذي يقدّمه الشباب في هذه الظروف والمواهب الرائعة التي لو كانت موجودة في بلد ثانٍ لكانت قد فعلت الكثير، ذلك أنّهم تحرّروا من الأمراض الايديولوجية وشرعوا بالتعاون في بناء مؤسّسات جديدة».