القاهرة | الثورة المصرية ميّزتها الميادين التي إنطلقت منها، من «ميدان التحرير» في القاهرة إلى «ميدان روكسي» وصولاً الى ميدان العباسية حيث يتجمّع أنصار كل تيار. رغم ذلك، لم تنجح قناة «الميادين» في المحروسة حتى الآن. الشارع المصري مع المقاومة بالطبع وضدّ إسرائيل، لكنه شاهد «الميادين» فقط كإعلانات ظهرت على الطرقات قبل عام، بينما ريموت كونترول المصريين لم تقترب منها عبر التلفزيون. للأمانة، لا يشاهد المصريون قنوات غير محلية كثيراً، حتى القنوات العربية التي تهتم بالشأن المصري وتتنوّع المواقف منها حسب توجّهها السياسي.
حسب المحلل السينمائي علاء كركوتي، فإن المحطة لم توفر أيّ هوية مختلفة تدفع المشاهد المصري للسعي إليها. يلفت كركوتي إلى أنّ «الميادين» لم تخرج من أجواء قناة «الجزيرة» الشكلية، ولم تقدّم جديداً يجعلها مميزة عن باقي القنوات العربية التي يتابعها المصريون فقط عندما تستدعي الأحداث ذلك. كما أن انحياز أيّ قناة لتيارات أو قضايا محدّدة ومعلنة مسبقاً، يفقدها مصداقيتها بالنسبة إليهم. ويلفت كركوتي إلى أنه وسط مئات الفضائيات العربية، لم يعد كافياً أن تعلن عن دعمك للمقاومة وتجمع خبرات مهنية حول العالم العربي لتعتقد أنّ الجمهور سيتنازل بسهولة عن إحدى القنوات التي يتابعها من أجل أن يضيف «الميادين» إلى مفضلاته. في السياق نفسه، يقول الصحافي في جريدة «المصري اليوم» محمد طعيمة أن هناك عوامل عدة تتداخل لتفسّر غياب «الميادين» عن الساحة الإعلامية المصرية، أولها أنّ كل الأسقف رفعت من الفضاء المصري ولم تعد هناك خطوط حمراء. كما أنّ المشاهد المصري لم يعد يلجأ إلى قنوات خارج حدوده مثل «الجزيرة» و«بي. بي. سي» و«العربية»، إلا إذا إرتدت القناة الطابع المصري كـ «أم. بي. سي مصر» و «الجزيرة مباشر مصر». حتى الأخيرة، تراجعت نسبة مشاهدتها بشكل كبير بسبب فقدانها المصداقية التي إكتسبتها القناة الأم لسنوات، قبل أن تخسرها على مذبح الإنحياز لجماعة الإخوان بحسب طعيمة. ويضيف الصحافي أنه كان يمكن لـ«الميادين»، أن تفكر في حل مبتكر مثل إيجاد برنامج مصري شبيه ببرنامج «الحدث المصري» (يقدّمه محمود الورواري) على فضائية «العربية» و«القاهرة اليوم» (يقدمه عمرو أديب) على شبكة «أوربت». سبب آخر حسب طعيمة قلّل من أهمية «الميادين» في المحروسة، هو ظهور القناة كوجه مناقض لـ «الجزيرة» وظلّ منحازاً لطرف ما النظام في سوريا مثلاً أو «حزب الله». أخيراً، كان المصريون يأملون مشاهدة الاعلامي حمدي قنديل على «الميادين» في بدايتها، إلا أنّهم ثم فوجئوا بغيابه من دون أسباب واضحة، وهو كان بمثابة جسر يساعدها على الفوز بمساحة من المشاهدة المصرية.