القاهرة | العند لا يورّث إلا العند! مع استمرار تعنّت النظام المصري وتمسّكه ببقاء علاء عبد العزيز في منصب وزير الثقافة رغم ازدياد الرفض والاحتجاج، قام عدد من كبار المفكريين والمثقفين والأدباء أمس بدخول مقر مكتب الوزير وإعلان الاعتصام فيه لغاية إقالته.
وقد تمكن المثقفون من دخول مكتب الوزير في حي الزمالك في القاهرة، ومن هؤلاء الكاتب بهاء طاهر، والشاعر سيد حجاب، والفنانون نبيل الحلفاوي، ومحمود قابيل، ومحمد العدل، وسامح الصريطي، وجلال الشرقاوي، والفنانة سهير المرشدي، والفنانة حنان مطاوع، والناشر محمد هاشم، والروائي صنع الله إبراهيم ويوسف القعيد، والمخرج أحمد ماهر، والتشكيلي أحمد نوار، والمخرج محمد عبد الخالق، والسيناريست سيد فؤاد، والفنان محمد عبلة.... وبعد دخولهم مقرّ الوزارة، أعلن هؤلاء عن اعتصامهم حتى إقالة الوزير علاء عبد العزيز، فيما ظل توافد المثقفين المنضمّين إلى الاعتصام، معلنين رفضهم بقاء «الوزير المقرب من التيار
الإسلامي».
وأكّد هؤلاء أنّهم لن يقبلوا بوجود وزير لا يلبّي طموح المثقفين، وتطلعاتهم للرقي بـ«الثقافة اللائقة، وأهداف الثورة العظيمة» في مقدمتها بناء الدولة الوطنية وفق ما جاء في البيان الذي أصدروه أمس
الأربعاء.
وطالب المثقفون المعتصمون في بيانهم، تكليف حقيبة الثقافة لمن «يتعهد ويؤمن بالحفاظ على قيم التنوع والمواطنة، والثراء الذي هو سمة الثقافة المصرية، على مرّ العصور».
من جهة أخرى، تظاهر عدد من المشاركين في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية» قبل افتتاح المهرجان في قصر ثقافة المدينة، ورفع المحتجون لافتات منددة بتعيين عبد العزيز وزيراً للثقافة، وأعلنوا عن رفضهم لكلّ قرارات الإقالة التي اعتمدها الوزير منذ توليه المنصب. وردد المشاركون هتافات، منها «اكتب على جدران الأوبرا: 30/6 الثورة الكبرى» في إشارة إلى دعوة التظاهرات في 30 حزيران (يونيو) التي دعت إليها القوى السياسية والحركات الثورية لإسقاط الرئيس محمد مرسي بعد مرور عام على توليه مهام رئاسة الجمهورية. لم ينته الأمر عند هذا الحد. وصلت الهتافات إلى قاعة المهرجان، وتعالت الأصوات هاتفةً «يسقط يسقط حكم المرشد» أثناء فعاليات الافتتاح. في مواجهة موجة الغضب هذه، لا تزال الحكومة تلجأ إلى حيلة استخدام الموظفين لإظهار وجود مؤيدين للوزير وقراراته. هكذا، قام عدد محدود من الموظفين والعمال في بعض القطاعات في الوزارة بالتظاهر أمام مقر الوزارة، وإنشاء منصة رمزية تعبيراً عن بدء اعتصامهم في مقابل اعتصام المثقفين داخل المقرّ.